علي محمد السليماني يكتب:

اشكالية الهوية والدولة في اليمن والجنوب العربي

ظلت اشكالية الهوية والدولة في الوطن العربي محور كل الصراعات والازمات والحروب التي شكلت العناوين الابرز  منذ النصف الثاني من القرن العشرين وحتى لحظة المعترك الراهن الجدلية من عشرينات القرن الحادي والعشرين التي تعصف بالاقطار العرببة من مغربها الى مشرقها ..

وتتجلى بوضوح تلك الاشكالية في الجهوية اليمانية واعتسافها منذ عام 1930م كهوية وطنية وسياسية لمملكة  الامام "يحيى بن محمد حميد الدين"..

ان الجهويتين اليمانية والشامية لم تتشكل لأي منهما هوية وطنية وسياسية واحدة طوعية منذ ماقبل الاسلام وحتى ظهور فجر داعش والقاعدة والاصولية المتاسلمة للاحزاب الدينية المتطرفة والتي يجسد انموذجها حزب الاصلاح اليمني الخليط لعدة تيارات متاسلمة..غير ان تناولتي الموجزة هذه ستقتصر على اشكالية الهوية والدولة في البلدين الرئيسين في الجهوية اليمانية وهما العربية اليمنية والعربية الجنوبية وهما محل ومركز الصراع المحلي والاقليمي والدولي، فعلى الرغم من تسجيل الامام يحيى الهوية الجهوية اليمنية باسمه كهوية وطنية وسياسية لمملكته المتوكلية الهاشمية مدعيا بهتانا انه الوريث للممالك القحطانية القديمة  (الامام عدناني) رافعا شعار الوحدة الاسلامية في تنافس مع الامام السعودي عبدالعزيز الذي رفع شعار الوحدة العربية  مما ادى الى الحرب بين الامامين عام1934م التي انتجت تقاسمهما لامارة الادريسي التهامية..واستطاع الملك السعودي الذي تجاوز اشكالية الهوية بالغوص في الثقافة العربية القديمة التي تسمي الاوطان باسم الاسر الحاكمة كثقافة مشتركة لكل تلك الممالك التي تعددت عبر مختلف مراحل التاريخ مسجلا هدفا سياسيا متقدما على تراجع امام اليمن عن النسب الهاشمي الرفيع الى الانتساب الى جهوية حصته منها محدودة ودورها في التاريخ عدمي..

غير ان الامام يحي استطاع ان يبني دولة الى حد ما بكل تاكيد عجز عن مثلها من يسمون انفسهم بتوار     26سبتمبر1962 وفي خضم جدلية صراع اشكالية الهوية والدولة جاء استقلال الجنوب العربي في 30 نوفمبر1967م  واسمى ثوار الجبهة القومية دولتهم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وهم بهذا دخلوا كطرف اصيل وعنيد في صراع الهوية والدولة ونجحوا في وضع اسس لدولة مدنية كان بمكن الاستفادة من مؤسساتها البنيوية العصرية في بناء دولة مدنية حديثة خالية من الصراعات والعنف لكن ذلك الحلم عصفت به الهوية واسقطته في7/7/1994 التي سحبت وضع البلدين الى مستنقعات التطرف والاتكالية والبحت من قبل اليمن  (الشمال) المنتصر عن ارضاء الخارج والاستقواء به  لبقاء الجنوب المهزوم  تحت يده ,ونتيجة كل تلك الحيل مايحصده الشعبين في اليمن العربي وفي الجنوب العربي من كوارث ظلت تعصف بهما لصالح القلة الفاسدة المتنفذة  التي ترفع شعار الوحدة اليمنية او الموت..

وبكل يقين هذا الشعار المأزوم لايحل اشكالية الهوية والدولة التي ظلت غائبة منذ 22مايو 1990م وحتى اللحظة من عام2020م .. وذلك مايجب البحت له عن حلول شجاعة تعترف بالواقع وتتطلع الى افاق المستقبل بمسئولية واحترام لادمية الانسان الذي كرمه الله .