علي محمد السليماني يكتب:

تغيير المعادلات والعلاقات الدولية

المتغيرات التي حدثت في المنطقة وفي العالم منذ عام 1990م اوجدت علاقات دولية قائمة على اساس المصالح بشكل كلي بعد تنحية الايدولوجيا وذوبان جنة  الشيوعية ونعيم الاشتراكية اثر انهيار المنظومة الاشنراكية نهاية ثمانينيات القرن الماضي ولم تكن دولتي الجنوب واليمن (الشمال) الذي ظل في نعيم الشقيقة الكبرى السعودية كحديقة خلفية حد وصف الديبلوماسيين الغربيين منذ عام1970م وحتى اكتشاف طريق جديدة مغايرة لليمن غير طريق الرجاء الصالح على حد تعبير الرئيس اليمني الراحل صالح .

 

بينما سلمت دولة الجنوب نفسها للشمال في22مايو 1990 لتنفتح شهية صالح للمزيد من التوسع بالتضامن مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي قضم الكويت وشرد شعبها وحكومتها في 2اغسطس1990  وهي اللعبة التي اكتشفت القيادة الجنوبية انها وقعت ضحية لها ورفضت تلك المؤامرة لصدام الكبير وصدام الصغير وحدثت حرب الشمال علي الجنوب صيف1994التي اوجدت نتائجها علاقات غير سوية في المنطقة بشعارات وذرائع شتى ولكنها بهدف واحد وقاسم مشترك هو التوسع ومن نتائجه اندلاع حرب عام 2015  في المنطقة بشعار عاصفة الحزم التي مضت عليها خمس سنوات عجاف وهي في الشمال لم تتجاوز "تبة نهم" برغم حجم الخسائر السعودية التي قدرتها مجلة السياسة الخارجية الامريكية بسبعماية وخمسة وعشرون مليار دولار ليكتشف العالم كله فضيحة مدوية بتسليم قوات جيش الشرعية الوطني عتادها العسكري المقدم لها من التحالف لجيش (الشمال) الذي تحكمه جماعة الحوثيين والبعض الاخر من هذا العتاد ذهب الي عناصر الارهاب والقاعدة وداعش وميليشيات حزب الاصلاح الاخواني ذراع قطر وتركيا لحصار الجنوب وفرض الاحتلال اليمني عليه .

 

ورغم حجم الدهاء السياسي الذي قامت به الشرعية ضد دول التحالف وضد الجنوب لكن هذه الحيل لن تمر بسهولة على شعب الجنوب الذي يتطلع الى استعادة اسقلاله وقيام دولته كحق شرعي وقانوني له بعد فشل اعلان الوحدة بين الدولتين في الجهوية اليمنية كما لن تعود العربية اليمنية الى حديقة خلفية بنفس نمط ماساد علاقات البلدين اليمن والسعودية قبل اكتشاف طرق بديلة لراس الرجاء الصالح كما عبر بذلك الرئيس الراحل صالح وستكون الشقيقة الكبرى سعيدة الحظ لو اكتفت بخسائرها تلك وتعاملت مع الواقع بالايجاب كما هو على الارض في ظل التغيير الهائل في مفاهيم العلاقات الدولية الذي قد يغرقها في مستنقع اليمن لخمس سنوات اخرى قادمة.