محمد مرشد عقابي يكتب:
الجنس الناعم ودخول معمعة التغيير في العراق
انطلقت اليوم الخميس ماتسمى (ثورة الجنس الناعم) في العاصمة العراقية بغداد وعموم المحافظات الواقعة تحت السيطرة الشيعية بعد أسبوع من التعبئة الإعلامية التي أغرقت مواقع التواصل بصور الفتيات الجميلات ومعظمهم غير محجبات.
واكدت مصادر عراقية بان الثورة البنفسجية ترفع شعار : (لوني وشعري أقوى من سلاحك)، مشيرة الى ان هذا التطور يحمل العديد من الدلالات اهمها اعتبار ثورة الجنس الناعم هي اعلان بدخول التظاهرات مرحلة (التغيير الناعم) وانتهاء لمرحلة العنف والتخريب وقطع الطرق والأضراب القسري التي أضرت بسمعة التظاهرات والمتظاهرين وزخم التعاطف الشعبي واحرجت القوام السياسي الشيعي ومرجعياته الذي اضحى ينظر اليه كصانع للغلو والتطرف ومتسبباً لتأجيج الأوضاع في العراق، كما انها تعد هي الرهان الأكبر لتمكين الساحات من استعادة سلميتها ورونقها وستكون أقوى وسائل الجذب للشباب بمختلف انتماءاته للتوافد على الساحات خاصة مع ادامتها بالمسيرات الطلابية الجامعية وهو ما سيضاعف الضغط السياسي والتعاطف الدولي مع مطالب الشيعة المدعومين من إيران، كما تعتبر تغييراً نوعياً في سلاح التظاهر باستبدال مظاهر الشغب وحرق الإطارات واعمال الفوضى بجمهور أنيق ورقيق ومنظم جيداً ولايمكن قمعه بقنابل غازية او مسيلة للدموع أو اعتقاله أو وصفه باي اوصاف خشنة مهما كانت هتافاته استفزازية لبعض الأطراف بحسب رؤية الاقطاب الشيعية، وكذلك لإعتبار المرأة أفضل مادة اعلانية ترويجية دسمة وجاذبة لتهافت الجمهور، وهي من ستمنح الإعلام الداعم للتظاهرات فرصة ذهبية لإستعادة حيويته ونشاطه ومضاعفة جهده التعبوي باتجاه مايسعى اليه الحراك من أهداف بغض النظر عن نوعها.
وتعد هذه الخطوة اول محاولة بتشجيع وتوجيه ودعم إيراني لإستثمار الجمهور النسوي الشيعي العراقي الكبير في العاصمة وغيرها من المدن لإضافة زخم للتظاهرات بعد تعذر المشاركة الفاعلة للذكور في الفترة الأخيرة واضمحلالها، وما يؤكد هذا التحول هو قدرة ساحات التظاهر على تبني تكتيكات جديدة لجذب الأنظار وخيارات متعددة في مواجهة السلطة والأطراف المناهضة للتوجه الشيعي ومقاومة أساليبها، وهو مؤشر على مدى قدرتها أيضا على الإستمرار لفترات طويلة وأنها قائمة على تخطيط بمستوى عال من الخبرة في فنون صناعة الثورات.
من جهة اخرى يرى مراقبون للمشهد العراقي بان هذا اللون من الحراك النسوي يجسد جانباً من الصراع السياسي والفكري للساحة العراقية بين تيارات مدنية وعلمانية وأخرى إسلامية أو محافظة، وهو أمر طبيعي في تحولات دول الديمقراطيات الناشئة إن ظل تحت سقف الثوابت الوطنية للبلد ولم يتم تجييره طائفياً او اثينياً أو خارجياً من قبل القوى والفصائل الشيعية المدعومة من إيران.