محمد صالح عكاشة يكتب:

إيران تحقق أهدافها بواسطة غباء النظام السعودي

التكتيك مرحلي والإستراتيجية طويلة المدى فمن يملك الثانية مع الأولى استطاع التمدد عمودياً وأفقياً ومن يملك الأولى دون الثانية فكلما حققه من نصر معرض للخسارة ...

لانقول ذلك مدحا في النظام الإيراني وليس ذما في النظام السعودي بل هي الحقيقة فعاصفة الحزم تمضي في عامها السادس وعادت منكوسة على عقبيها رغم الاموال الباهضة التي تنفق عليها من دول التحالف والمشروع الايراني عاد للتوسع بعد نكسة طفيفة أخذ فيه استراحة محارب ليعود أقوى مما كان وقد كان على وشك الزوال....

تفضيل السعوديين لعصابات الأخوان وتضحيتها بأهم حليف وفي حقق لها إنتصارات لم تكن تحلم بها هو التكتيك المعطل في غياب الاستراتيجية فذراع أخطبوط الامبراطورية الفارسية حقق لها ماتصبوا اليه بسلاح عقائدي. هذا السلاح نفسه معطل عند السعوديين بإعتمادها على تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتقارب عقائديا مع الشيعة في نظام المرشد الواحد ....

وحتى تصل إيران إلى مبتغاها فهي حريصة على تشغيل هذا النمط كإستراتيجية محكمة نحو تحقيق هدفها قبل إعلان الامبراطورية الفارسية ...

قد يساعدها الغرب وإسرائيل في الهدف الأول وهو التمدد الشيعي ويحاربها في الهدف الثاني وهو إقامة الامبراطورية الفارسية فهذه إستراتيجية بعيدة المدى لن يستطيع النظام الايراني تحقيقها لإنها تعارض تطلعات الدول الغربية وإسرائيل ولم يستطع النظام السعوديـ فهم المرحلة العقائدية التي يتبعها النظام الإيراني كإستراتيجية يسعى من خلالها الوصول إلي غايته الكبرى...

فهل دعمت السعودية الجهة المناهضة عقائديا لأحلام النظام الايراني ....

عبثا تحاول السعودية وقد اعتمدت على الاخوان المسلمين في حربها الفاشلة ضد التمدد الشيعي وأهملت الجنوب المناهض فكريا وعقائديا لشيعة الخميني وكأن السعوديين لايعلمون ببيعة الاخوان لنظام الملالي فإيران تعتبر الاخوان الرديف الثاني الذي يحقق لها إستراتيجيتها على المدى البعيد ومع ذلك فالسعودية تحارب الجنوبيين خوفا من نشوء دولة تطالبها بإستعادة منطقة الخرخير وعروق الصيعر والوديعة خوفا في غير محله بل هو الوهم المستشري في ادمغة الساسة السعوديين ....

هنا الاخوان استطاعوا تشغيل الوعي الإستخباري بإخافة النظام السعودي من وهم البعبع القادم للجنوبيين الذي سيحل بشكل اشد وطأة على تاج العرش القديم .. هكذا يخدعها الإخوان بتصوير الجنوبيين كوحش كاسر قادم لافتراس السعودية....

ستظل تؤمن بهذا الوهم إلى أن يتراكم الخوف فتكون النهاية على أيدي من فضلتهم ووثقت بهم....

بقي شيئ مهم غفلته السعودية بالسير على طريقة دس النعامة رأسها في التراب وهو:

ألا تخشى السعودية من تغيير طارئ لإستراتيجية النظام الايراني في تشجيع الحوثي بفك الإرتباط بالجنوب وهذا مايبحث عنه الجنوبيين ..خبث إيراني كي تخلق العداوة الكبرى بين السعودية والجنوب وبعد ان تضمن إيران دولة للحوثي معترف بها دوليا تابعة لإيران عقائديا ستجد نفسها مضطرة للوقوف مع الجنوبيين لنصرتهم من ظلم آل سعود وبذلك تسلخهم سياسيا من حضن الخليج إن لم تستطع عقائديا..

أدرك جيدا مايتوجس في عقول القراء من كلامي هذا ..
لكن فكروا جيدا أين يوجد عقم السياسة على المدى البعيد ...

فمازالت النعامة تدس رآسها في الرمل ليس بحثا عن الحشرات ولكن كي لاترى أي شيئ أمامها يخيفها وهروبا من مواجهته ........

فهل ستتفادى السعودية ضربة الفأس القادمة المؤلمة وتحافظ على حليفها الجنوبي السني الوفي أم انها ستظل تدعم الجيش الإحتياطي الإيراني المتمثل بإخوان اليمن حزب الإصلاح الإرهابي.