ناصر التميمي يكتب:

الجوف .. والسقوط الناعم

كل يوم تتكشف عورة الشرعية المهترئة ،وماحدث يوم أمس في الجوف ومن قبلها في نهم ، يعكس حقيقة ماكان يحذر منه كثير من السياسيين والكتاب في الشأن العربي من مايجري في جبهات الشمال من تراخي وإسترخاء لم يسبق له مثيل في تاربخ الحروب منذ أن خلق الله البشرية.  
لقد جاء التحالف من أجل إعانة اليمنيين في المحنة التي أصابتهم ،جراء سيطرة الحوثيين على السلطة والبلاد المدعوم إيرانياً ،لكنه إنصدم بما لم يكن في الحسبان نتيجة التعاطف الكبير الذي أبداه التحالف العربي مع من لايستحق ذلك التعاطف ، لقد إحتضنت المملكة العربية السعودية الحكومة الهاربة من بطش الحوثيين ، وهذا أكبر خطأ إستراتيجي إرتكبته السعودية ،وهوسبب من الأسباب التي ساهمت في إطالت الحرب ، كان من المفروض على السعودية بعد سقوط صنعاء في أدي الإنقلابيين تطهيرها من الخونة المدسوسين فيها وهم في الأصل يعملون لصالح منظومة الإنقلابيين الحوثيين وهناك وزراء وقيادات عسكرية كبيرة تعمل من داخل الشرعية ضد التحالف وفي العلن.
كل الذي تم تحقيقه خلال خمس سنوات من عمر الحرب انتهى في ظرف ساعة زمن وسلمت كل الأسلحة المقدمة من التحالف للحوثيين ، فماذا تبقى من الشرعية التي يتحدون عنها ، وماهو موقف التحالف من هذا العصيد الذي يحدث في جبهات الشمال ،البعض ذهب من مسؤولي الشرعية يبرر سقوط الجوف ، بعدم وجود الدعم الكافي من التحالف ياللحماقة منكم ياشرعية العار والفضائح التحالف قدم لكم كل شي ولم يبخل عليكم ، لكنكم إنتم خونة لاتستحقوق شي وليست لديكم النية الحقيقية للقتال لقد إستخدمتم التحالف كمطية للوصول إلى مآربكم الخفية، التي سبق وان حذرنا منها التحالف ،لكنه لم. يستجب لكل الأصوات التي إرتفعت من كل الشرفاء بالخيانات الحاصلة في هذه الجبهات لكن لاحياة لمن تنادي!!
اليوم انكشف كل شي وبان المخبأ فهل وصلت الرسالة لدى من يهمه الأمر ؟أم وراء الأكمة ما وراءها ؟ هذه الإنتكاسات والسقوط التراتيجي لمعسكرات الشرعية والمناطق واحدة تلو الأخرى وبهذه السرعة الجنونية يضع المتابع للشأن اليمني  بين أسئلة كثيرة تحتاج الى من يجيب عنها ويحللها بعمق. 
نعم نجحت أيادي قطر في إرباك خطة التحالف ، نتيجة التمادي في إطالة عمر الشرعية الكارثة التي زادت من معاناة الناس في الجنوب والشمال ، ومن يعتقد أن الشمال سيتحرر في ظل وجود هذه الشرعية فإنه واهم ويعيش في عالم التيهان ، وحتى التحالف إذا ظل يراهن على هذه الوجوه التي أكل منها الدهر وشرب فإنه قد يخسر كل شي في اليمن ،وربما قد يخسر أمنه القومي والشواهد قائمة ولا تحتاج لتحليل عميق فهي واضحة لمن أراد أن يفهم.
التأخر في حسم إتفاق الرياض يضع التحالف في مأزق كبير ولو ان التحالف أصر على تنفيذ الاتفاق لوفر عليه جهد كبير ونحج بسهولة في قصقصة أجنحة قطر وتركيا وقضى على على كل الطبخة التي تحاك في الخفاء لإفشال دور التحالف في اليمن. 
على الجنوبيين أن يكونوا على أستعداد تام لمواجهة القادم والغزو الجديد الذي يعد له الحوثيين والإخونج للإنقضاض على الجنوب بمباركة قطرية تركية ، ونحن واثقين في جيشنا الجنوبي ومقاومتنا الباسلة مثل ما تمكنوا من تحرير الجنوب في العام 2015م هم قادرون على حمايته اليوم من أي اعتداء همجي قد يتعرض له.  
سقوط الجوف الناعم يفتح الأبواب للحوثيين بالتوجه جنوباً بمساعدة الإخونحيين، ومثل سلموهم الجنوب ستسلم لهم شبوة ووادي حضرموت.