عادل العبيدي يكتب:

الإمارات ستعود إلى الجنوب وبقوة

دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم الأقوى للجنوب سياسيا وعسكريا وأقتصاديا ، لم يكن قبولها أن تغيب عن الجنوب وعن مواصلة ذلك الدور الكبير في الجنوب خلال الفترة التي تلت التوقيع على اتفاق الرياض إلا لغرض وهدف محدد وهو تنفيذ اتفاق الرياض جملة وتفصيلا ، وكذلك وضع نية الطرفين الانتقالي وماتسمى حكومة الشرعية بين يدي الشقيقة السعودية لتعلم عن قرب مدى مصداقية الطرفين في التقارب من أجل التوجه شمالا لمحاربة الحوثي .

إذا التزمت السعودية الصمت امام السقوط المدوي الغير مبرر لمايسمى بالجيش الوطني في نهم والجوف والاقتراب من سقوط مأرب ولم تفعل مشاعر الخطر المحدق بالجنوب وبمنطقة الجزيرة والخليج بسبب سيطرة الحوثيين على تلك المحافظات ، ليس من مصلحة الإمارات أن تبقى حبيسة ذلك الاتفاق الفاشل وتترك الانتقالي خاصة والجنوب عامة لوحدهم في مواجهة الخطر الإخواني الحوثي ، لهذا فالتوقعات الأكيدة التي تشير نحو الإمارات تقول أنها ستعود إلى الجنوب لمواصلة دورها وموقفها ودعمها الريادي وستكون تلك العودة قوية جدا تفوق التصورات .

القرار السياسي لحزب الإصلاح وبعد تعطيله وتماطله المتعمد لتنفيذ بنود اتفاق الرياض منذو التوقيع عليه وحتى إسقاط وليس سقوط الجوف ومارب بيد الحوثيين ، بعدها سيتحول صراخ الإصلاح السياسي والإعلامي في الدعوة إلى ضرورة واهمية تنفيذ بنود اتفاق الرياض ، التي بها سيحاولون إعادة سلطة شرعيتهم ونفوذ قرارهم السياسي إلى الواجهة بعد أن تكون قد سقطت نهائيا بسقوط آخر معاقل تواجدهم في الجوف ومأرب ولو كان ذلك مناصفة مع الانتقالي كما نص عليه اتفاق الرياض ، وهذا طبعا سيكون بعد أن ضمنوا بقاء تواجد قواتهم في شبوة ووادي حضرموت والتعذر حينها بسيطرة الحوثي على مأرب والجوف .

هذه الخدعة الإخوانية الحقيرة يجب أن لاتمر على السعودية والإمارات والانتقالي مرور الكرام ، ويجب أن تواجه بالرفض التام والقطعي ، كونهم سيسعون من خلالها إلى خذلان المقاومة الجنوبية وإضعافها بتأمراتهم ، و سيعملون في الجنوب على تكرار نفس التجربة ونفس الفشل التي عملوها في محافظات الشمال إذا ماتم فعلا. تلبية دعوتهم وفصلوا تنفيذ اتفاق الرياض على مقاس الجنوب فقط بعد ان تعذر تنفيذه في الشمال ومن ثم أعطائهم نصف الشرعية ونصف القرار السياسي بعد أن كانوا قد فقدوها نهائيا بسيطرة الحوثي على كل الشمال .

للانتقالي الجنوبي فقط دون سواهم يجب ان تكون الشرعية والقرار السياسي النافذ في مواجهة الحوثيين الذين ستتجه حربهم نحو الجنوب ، ثقتنا بالله ثم بدولة الإمارات التي وبحكم تدخلها القوي في الجنوب سيكون لها شأن كبير وعظيم وقوي في جعل سلطة الشرعية والقرار السياسي والعسكري للانتقالي الجنوبي فقط ، ولا مجال هنا لتنفيذ ماسمي باتفاق الرياض كون الطرف الشمالي قد استنفذ جميع طاقاته السياسية والعسكرية التي منيت بالفشل والهزائم وانتهت بسيطرة الحوثي على كل الشمال .