مشعل السديري يكتب:
مرحباً باللحوم الصناعية
اضطر الرئيس الأميركي أن يحول مائدة الطعام التي أقامها لوفد جامعي، بعد دفع رواتب الموظفين، إلى سندوتشات من (الهامبرغر)، بسبب الإغلاق الجزئي لمؤسسات الحكومة، ومن ضمنهم المستخدمون في البيت الأبيض.
وسبق لي أن قرأت عن تركيبة لحوم هذه السندوتشات، وما فيها من خليط الشحوم والأعصاب والمشتقات الأخرى، وهو ما جعلني أمتنع عن تناولها منذ عدة سنوات، وإذا كان لا بد فلا بأس بقليل من السلطة.
وهناك اتجاه علمي وصحي على مستوى العالم، لإنتاج لحوم مصنعة في المعامل، واستزراع هذا النوع من اللحوم يسمّى اللحوم النظيفة، ويتم ذلك من خلال بعض الخلايا الجذعية التي تؤخذ من بعض الحيوانات والدواجن، ويتم التعامل معها كيميائياً لدفعها للنمو، وبالتالي للحصول على كميات أكبر من اللحوم الخالية من أي أمراض، والقابلة بالتالي للاستهلاك دون ذبح أي حيوان أو طائر، وهي بالمناسبة لا تختلف في الطعم والفائدة عن اللحوم الطبيعية، والفرق الوحيد بينهما أن المصنعة ليس فيها رؤوس ولا أكباد ولا كلاوي ولا كروش ولا مصارين ولا كوارع ولا إليات ولا عكاوي - وهي أذناب الأبقار - وكذلك ما فيها عظام وبالتالي ما فيها (عرش ولا هرش ولا نهش).
وفي الولايات المتحدة وحدها، يذبح سنوياً في حدود مليارات الدجاجات، ويذبح كذلك ما لا يقل عن 35 مليون رأس من الماشية – هذا في أميركا وحدها - إذن كم هو عدد الدواجن والمواشي التي تذبح سنوياً في العالم؟!، إنها في يقيني أكثر بعشرات المرات من عدد القتلى الذين سقطوا في الحربين العالميتين من القرن العشرين.
حتى شركة (ماكدونالدز)، وهي أكبر شركة هامبرغر في العالم، انتبهت لهذا التحول، وقالت لوسي برادي وهي نائبة الرئيس الاستراتيجية في الشركة: من غير المفاجئ لو أننا عرفنا أن شعبية اللحوم البديلة سوف تزداد مع الوقت، ونحن شئنا أم أبينا لا بد أن نمشي مع الركب ونساير العصر.
وتؤكد بعض منظمات الصحة العالمية أنه إذا انتشرت تلك اللحوم على نطاق واسع، سوف يتقلص كثير من الأمراض.
أما من سوف يصابون بالخسائر والانتكاسات فهم مربو المواشي، وأصحاب مزارع الدواجن، غير أن الحيوانات وقتها سوف تنعم بالسلام والأمان لأول مرّة في التاريخ، وسوف تكون أخوات للبشر بحق وحقيقة، لها ما لهم وعليها ما عليهم.
الذي سوف يحزنني حقاً هو منظر (المهايطيّة) الذين لن يجدوا عدداً كافيا من (المفاطيح) ليستعرضوا بها أمام ضيوفهم لكي يدسموا شواربهم.