صالح علي باراس يكتب:
محجر كورونا في عدن ..هل من مسؤلية البرنامج السعودي !!؟
الكورونا ليس وباء فحسب بل حرب تديره قوى شر دولية ليحصد ملايين البشر مهما تكلمت وتعاطفت تلك الدول وقوى الشر فيها اصبحت تملك تخليق واستنساخ الاوبئة الفتاكة وتستخدمها في اطار فرض هيمنها والحفاظ على مصالحها ومن خلال تفشي هذا المرض والاجراءات الوقائية اتضح ان الدول التي اتخذت قرارات سريعة وقوية استطاعت ان تحد من انتشاره في أراضيها كالسعودية وغيرها بينما الدول التي تباطأت في اجراءاتها تعاني ولم تستطع احتواء المرض مثل إيران، وغيرها
كورونا لم يعد وباءا محتملا ، فدخوله البلاد مسألة وقت ان لم يكن دخل فعلا وفرضوا عليه تكتم فطالما وصل إلى دول الجوار وهي تملك امكانيات اكثر تطورا اما الإجراءات الاحترازية للشرعية فميئوس منها بل انها اجراءات ستنقل الكارثة الى اكثر الاماكن ازدحاما والاجراءات المجتمعية مهما تظافرت لن ترقى لمواجهة هذا الوباء الذي عجزت عنه دول كبرى بامكاناتها فلا احد يستطيع ان يغلق الهواء لمنع الوباء لكن الوقاية والحجر امر بها الاسلام من باب الاخذ بالاسباب لقوله صلى الله عليه وسلم
(إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني : الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه)
لكن وضع محجر لهذا المرض في مستشفى الصداقة لا يندرج ضمن حجر المرض بل نقله الى وسط الحاضنة المجتمعية ويؤكد فعلا اننا امام حكومة متبلدة لاتستشعر مسؤوليتها تجاه الناس فالمحاجر لا تضعها الحكومات وسط الكثافة السكانية بل تضعها خارج المدن
البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن تقع عليه مسؤولية بناء محجر خارج مدينة عدن من مسؤولية ان عدن تحملت وتتحمل اكثر من طاقتها في كل المجالات بالنزوح الانساني والسياسي والحزبي ..الخ ويعيش سكانها حربا في خدماتهم ليست خافية على السفير ان لم يكن يغض الطرف عنها لحساباته وتحملت عبء آثار هذه الحرب عن سائر المدن والمحافظات.
وطالما وعملية اعادة الامل تهدف الى اعادة بناء وتطوير البنية التحتية واعادة بناء وتأهيل القدرات في مجالات الزراعة والصحة والتعليم ...الخ وهذا الفيروس يكون انتشاره بطيئا في المناطق الحارة كما يتردد فمن الضرورة اختيار مكان بعيد عن التجمعات السكانية فالتنمية في اعادة الامل يهمها الانسان اولا وليست من اولوية في هذه المرحلة لاعادة الامل من بناء محجر خارج مناطق الازدحام
فما فائدة اعادة الامل اذا فتك فيروس كورونا بالناس والبرنامج لم يحرك ساكنا!!؟ وما فائدة اعادة الامل لسكان المقابر !!!؟
بناء المحجر في ظل هذا الوباء وفساد وسبات حكومة الشرعية من صلب مهام البرنامج واثق بان السفير السعودي من منطلق مسؤوليته وانسانيته طالما وتحت تصرفه امكانيات كبيرة لن يرضيه هذا القبح ببناء محجر في مستشفى الصداقة المزدحم بالمرضى والموجود في منطقة من اكثر المناطق ازدحاما في محافظة عدن
ان الصين بكل امكانياتها وعلمائها وخبرائها ومختبراتها وابحاثها والتي بنت محاجر على اعلى وادق المواصفات ظلت "مكانك سر" في التصدي لهذا الفيروس المخبري بينما رداءة خدماتنا الصحية وفساد الحكومة لم يجد حلا الا بزرعه وسط الازدحام السكاني فاختيار مستشفى الصداقة خيار غير موفق بل ضار في مواجهة الفيروس فالمنطقة مكتظة بالسكان والصحة البيئية فيها تشكل بيئة وحاضنة للمرض ونشره وليس لحجره ..فكيف بوضع صحي لم يعالج او يحد امراض"المكرفس والضنك والملاريا " ثم ياتي ويضع محجر لفيروس كورونا وسط هذه البيئة التي اقل ما توصف به بانها ستساعد على نشر الفيروس
ختام
من المؤكد ان فيروس كورونا وصل صنعاء في ظل تكتم عليه وكل الدول منعت الدخول من البلدان الموبؤة بل ان انها فرضت حجرا بين مدنها ومحافظاتها
فعند اجتياح الاوبئة لا مجال للكلام عن حقوق الانسان والنزوح والعمل ..الخ من التقمصات السياسية لذا من الضرورة منع النزوع الى عدن وغيرها
ان من الضرورة اغلاق المدارس فهذا قرار اتخذته دول تسير العملية التعليمية فيها على اعلى المستويات بينما حالتنا نعرفها ونعرف مدى التحصيل المدرسي فيها فعلى الاقل حافظوا على صحة الاطفال على طريقة المقولة الشعبية "الرخيصه -الغير نظيفه- تفرح بالحزن"
9/مارس/2020م
صالخ علي الدويل