ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
آل جابر .. حنش ملوية على عنق الجنوب !!
نحن في الجنوب منذ أن فجرنا الثورة الجنوبية السلمية في عام 2007م لم نكن تعتمد على أحد ،بل كان الشعب هو المصدر الوحيد للثورة ،ولم يعتمد على أي دعم خارجي ،بل العكس وقف العالم كله ضدنا لاسيما الدول العربية ودول الإقليم وكلهم كانوا واقفين ضد ثورة الجنوب في صف نظام صنعاء وحورب الحراك الجنوبي على مستوى الإعلام العربي الذي كان يطلق على شهداءنا وثوارنا ويصفهم بالمخربين والإنفصالين ،لكن كل ذلك لم يمنع شعبنا من الصمود بل ظل يقاوم ويناضل بصدور عارية رغم العزلة التي فرضت عليه سياسياً وإعلامياً إلا أن الصمود الأسطوري الذي سطره شعبنا في النضال والإستبسال ،رغم إستخدام القوة المفرطة من قبل نظام صالح حينها بمباركة كل دول العالم ،فقد أمعن نظام صنعاء في القتل والبطش للشعب الجنوبي ، ولم نرى أي تنديد ولاإستنكار من قبل الدول العربية والإقليمية بل كل هذه الدول دعمت نظام صالح ووقفت الى جانبه ،فلم ينكسر شعبنا ولم يرضخ وإستطاع كسر شوكة نظام صنعاء بصموده وبطولاته ،عندها أدركت بعض الدول معاناة الجنوبيين وتعاطفت معهم من وراء الكواليس بعد أن أدركت عدالة القضية الجنوبية.
وبعد أن سيطر الحوثيون على الشمال وبدأوا الزحف بإتجاه الجنوب هب الشعب هبة رجل واحد وواجهوا الغزو الجديد بأسلحتهم الخفيفة وقاوموا الترسانة الكبيرة التي كان يمتلكها المتمردين الحوثيين وإستطاع أبناء الجنوب تحرير أرضهم في غضون أشهر معدودة وفرضوا سيطرتهم أغلب أراضي الجنوب ، بينما عجز جيش التباب عن تحرير ولو حتى محافظة يمنية واحدة رغم فارق الدعم الكبير الذي قدم لهم من التحالف العربي.
منذ تحرير الجنوب في العام 2015م تعرض الجنوب لأكبر مؤامرة في التاريخ عبر الشرعية وأدواتها بمخطط خبيث رسمه لهم السفير السعودي في اليمن عراب سياسة الإخوان في الجنوب ، وهو ماأدى الى تأزيم الوضع في الجنوب عامة وعدن على وجه الخصوص ، فكانت الحاجة ملحة لولادة حامل للقضية الجنوبية بعد أن بدأت المؤامرات تحدق بالجنوب من كل حدب وصوب ،فأعلن القائد عيدروس الزبيدي عن ولادة المجلس الإنتقالي الجنوبي بمباركة الشعب الجنوبي ليملأ الفراغ الذي كان يعاني من الجنوب ،وقطع الطريق أمام كل الخونة والمتاجرين بالقضية الجنوبية ، وكانت خطوة سياسية جبارة لطالما إنتظرناها طويلاً !!!
وبهذه الخطوة الجريئة أصيب أعداء الجنوب بالهستيريا وجنوب البقر وعطلت كل الحسابات والخطط التي وضعها لهم السفير السعودي آل جابر التي تهدف الى تسليم الجنوب للإخونجيين ، وواجه المجلس الإنتقالي كل الألاعيب القذرة في أول تحرك له ضد حكومة بن دغر في العام 2018م وأفشل مؤامراتها ونجح في طردها بعد أفسدت الحياة في الجنوب ونشرت الفوضى وقوضت الأمن والإستقرار.
وبعد أحداث أغسطس من العام الماضي التي تمكن فيها المجلس الإنتقالي من حسم الأمور في عدن وطرد شرعية الفساد ، جاء إتفاق الرياض ليضع حل للأزمة التي نشبت بين الانتقالي والشرعية ،إلا أنه أصيب بمقتل بعد أن رفضت الشرعية تنفيذ بنوده وبدأت تصنع العراقيل وتنشر القلاقل ، بينما ظلت الدولة الراعية صامته على كل الخروقات من قبل الشرعية المتهالكة ،وهذا له تفسير واحد فقط وهو أن المملكة السعودية لاتريد إنجاح الإتفاق أبداً من خلال وقوفها مع طرف ضد الطرف الآخر ، وقد أثبتت الوقائع على الأرض بأن السعودية تريد تمكين الإخوان من عدن والجنوب عبر مخطط خبيث يديره سفير السعودية في اليمن المدعو آل جابر متناسية تضحيات ودماء الشهداء الجنوبيين الذي سقطوا وهم يدافعون على حدودها أي غباء هذا ! بينما الإصلاح يطعنها من الخلف بعد ان سلم كل الجبهات في الشمال للمتمردين الحوثيين وتريد المملكة أن تكافأ من تخلى عن بلده وسلمها للإنقلابيين بالجنوب هيهات هيهات ان يحدث لها ذلك،و لن يحدث أبداً مهما حاولت السعودية أو أي دولة أخرى سوف يفشلها شعبنا.
نحن شركاء للتحالف وقاتلنا معه في خندق واحد وإستشهد الآلاف من أبناء الجنوب ليس من أجل إعادة الجنوب الى زريبة الشمال ،بل من أجل إستعادة الدولة الجنوبية وبحدود عام 90م هذا يجب أن يفهمه كل من يفكر بتسليم الجنوب الى يد الإخوان.
بعد كل هذه الدماء تحاول المملكة السعودية التخلي عن الشريك الفعلي لها في حربها على إيران ،هذا يعني أنها قد فشلت في حسم المعركة في الشمال وأنها وصلت الى قناعة بإستحالة تحريره فبدأت تكشر عن أنيابها تجاه المجلس الإنتقالي وقواته الباسلة.
هناك شواهد كثير تدل على أن المملكة السعودية لاتدعم قضية الجنوب لامن قريب ولامن بعيد منها أولاً تسليم شبوة للإصلاح ومحاولتها إدخال قوات لبن معيلي إلى عدن عدم صرف الرواتب للقوات المسلحة الجنوبية وعدم دعم جبهة الضالع و إنتشار السلاح في عدن بشكل مخيف بعد تسلمها مهمة تأمين عدن وماخفي كان أعظم ، وماحصل من توقيف للقيادات الإنتقالية في الأردن وآخرها ماحصل في مطار عدن يوم أمس ،هذا يوحي أن هناك خطة قد رسمت بعناية كبيرة للإنقضاض على عدن وتسليمها للإخونجيين بدعم السفير السعودي الذي يحاول اللعب بالنار مع الجنوبيين ضارباً بكل التضحيات عرض الحائط أي إستخفاف هذا من قبل من تسمي نفسها مملكة الحزم على حساب دماء. الشهداء !!
اليوم كل شئ بات واضح وضوح الشمس ، بأننا أمام مؤامرة كبيرة تستهدف الجنوب بأيادي الشريك في الحرب على إيران التحالف العربي بقيادة المملكة التي ترقص خارج السرب بعد أن بدأت تدير ظهرها للجنوب الى الخلف وهنا وصلنا إلى حقيقة واحدة بأن المعرقل لإتفاق الرياض هي المملكة نفسها والشاهد على ذلك ماذكرناه آنفاً.
أرى من وجهة نظري أن السفير السعودي آل جابر (بريمر اليمن) ورإء كل المؤمرات التي تستهدف الجنوب بخبث ، ولن تنتهي المؤمرات مادام بقي على رأس السفارة ، يجب على كل القوات الجنوبية الإستعداد لكل الإحتمالات التي قد يتعرض لها الجنوب ، ولن تنتهي المخططات عند واقعة المطار، فحسب بل هذا كبداية لمشروع طويل يهدف الى ابعاد الإنتقالي من الساحة الجنوبية وتدمير القوات الجنوبية ،فيما إذا فكرت السعودية في مواجهة الجنوب فإن شعبنا على إستعداد كامل للدفاع عن أرضه ولن تخيفه الطائرات وسيفرض إرادته على أرضه شاء من شاء وأبى من أبى نحن شعب لايقبل القسمة على إثنين ، لن تستطيع أي قوة فرض مشاريع لايرغبها شعبنا ، يبدو أن آل جابر لم يقرأ تاريخ الجنوب جيداً كان عليه قبل التفكير في إسقاط الجنوب أولاً يسأل البرتغاليين البريطانيين وآخيراً الحوثيين سيعرف من هو الجنوب.
مادام أحفاد عنتر وشائع ولبوزة وسالمين والشعبي موجودين فلاخوف على الجنوب قط مهما حاولوا زرع المخططات ستفشل مثل سابقاتها ،فقد بات السفير آل جابر حنش ملوية على عنق الجنوب إحذروه إحذروه إحذروه ...!!!