صالح علي باراس يكتب:
الراهن وتشكيل المستقبل !!
الراهن والمستقبل متلازمان ويمكن ان تنطبق عليها نظرية"مكر التاريخ" للفيلسوف الالماني "هيجل" التي تقول: "ان الاشياء العظيمة في التاريخ لم تحصل الا بعد صراعات دموية وهيجانات مرعبة وان من الخطأ ان نتصور ان البشر يتوصلون للسلام والتسامح دون المرور بنقيضها"
البلاد مختطفة قبل انقلاب الحوثي اختطفتها الدولة العميقة في صنعاء - والحوثي كفكر ووجود جزء منها- برفضها لدولة المؤسسات ثم قام الشمال باحتلال الوحدة وخلق عدو "الوحدة او الموت" وارسى ثقافة كراهية وفصل عنصري لكل جنوبي لايقول "حاضر افندم" على هذه القاعدة ووضع من شخوص جنوبية في الصورة الرسمية له ، ثم بدات شروخ مركز الحكم واستطاع رغم شروخه من احتواء "التغيير" وجعله منصة اخوانية عسكرية قبلية"ارحبوا" ثم خوار صمموه لضمان قوى الاختطاف واعادة انتاجها وهيمنتها ومسبباتها
فجاء انقلاب الحوثي لينقلب على الهامش الضئيل من ذلك الخوار الذي يتمسك به البعض انه المنقذ فالغي الاقاليم باتفاق السلم والشراكة الذي ارتضى وتوافق به المركز المقدس مهما كانت شروخه للانقلاب عليها وجعلوه وثيقة دولية !! ثم اعتقال الرئيس وحوارهم لايجاد شرعية تضمن مصالح المركز حال فراره دون تمام الحوار !!، ثم جاءت حرب التحالف وللاسف لم يفكك التحالف قضايا القضية بل حارب لاعادة انتاج ادواتها ومسبباتها وازمتها فجاءت حرب لم تقتحم المستقبل
المشكل في ادوات الازمة وبنية الازمة التي انتجت الحرب فلا يظن التحالف ان الامور ستسير بدعم ادوات الكل يعلم انها سبب في ما آلت له البلاد ومكروهة مجتمعيا اكثر من الحوثي الذي هو الوجه الطائفي للمركز المقدس .
قد تتجند الناس معها لحاجة مالية فرضتها ظروف الحرب على الاسر لكنها لن تقاتل من اجل اعادة الوجه العصبوي لذات المركز خاصة واسطوانه الصفوية لم تعد تغري
المستقبل ليس كائن معلق في السماء ولن نصنع المستقبل الا بقراءة موضوعية تحمل وتحاسب وتستبعد كل طرف بمسؤوليته وليس بمساواة الاطراف ولن يكون باعادة انتاج ادوات ومسببات انتجت كل ظروف الحرب فهذه القولبة للمستقبل خلقت الازمات والحروب ولن تصنع مستقبل
لاشك انه لن يحكم هذه البلاد سواء كانت كيان او كيانين او كيانات الا دولة مؤسسات مهما كانت اوضاعها والاوضاع الراهنة استثنائية خلقتها ظروف حرب لم تحقق هدفها ومسببات مزمنه لم يتم معالجتها ولب الازمة في هذه الحرب التخندق لفرض مسببات وادوات الازمة والحرب بانها الحل في الوقت انها لو كانت الحل للاقت دعما شماليا ولما اجتثها الحوثي من جبهات بعد خمس سنوات من العاصفة لو كانت الحل جنوبا لما ظهرت المقاومة الجنوبية وفرضت مسماها في هجير الحرب ورفضت مسمى المقاومة الشعبية التي ارادت ذات القوى ان تحقق اجندتها تحته اما الانتقالي فليس سبب فشلها فهو كيان سياسي ليس صاحب حق مطلق في عدن وادارة شؤونها وقراراتها ومواردها وخدماتها لديه قوة من المقاومة الجنوبية التي كسرت عنفوان الاجتياح ويحمل مشروع لقضية رئيسية في هذه الحرب سابقة عليها.
فاليمن الواحد صارت في العالم الافتراضي فالحوثي لن يفرط في الشمال بغض النظر ان لديه دعم دولي ام لا ..الا اذا كان يمن واخد يهيمن عليه الحوثي !! فالتحالف لم يستطع ان يغير المعادلة بشرعية عاجزة خائرة لا حاضنة لها يطردها الحوثي من نهم والجوف بعد ست سنوات حرب ويحصرها في مديرية في مارب وشارع في تعز وهي تعد العدة الحربية ليس لمواجهة الحوثي بل تريد احتلال عدن ونصرا في الجنوب لم تستطع تحقيقه في الشمال بل تريد ان تعزل الذين قاوموا الحوثي وتعزل ادوات مقاومة هي التي انتصرت في الجنوب وسلمت نصرها لشرعية فاستخدمته وتستخدمه لتصفيتها
في عدن تدير اليمننة حربا من اقذر الحروب سلطوا عليها النزوح وحرب خدمات وبنية خدماتية بالية ووضعها ليس مثالي بل فيه اختراقات واخطاء وتجاوزات لكن مايجري جزء من حرب اعترف رموز من الشرعية بخوضها لكسر مشروع الاستقلال ومسلطة عليها كل وسائل دعاية واعلام اليمننة تشهيرا وافتراء وتضخيما
الحل حدده الشعبان في بداية اجتياح الحوثي من خلال خيار مسمى مقاومته فالجنوبيون سموها المقاومة الجنوبية لها راية مختلفة وحققت نصرا بدعم التحالف والشماليون سموها المقاومة الشعبية براية مختلفة ولم تحقق نصرا مع كل دعم التحالف وهذا الاساس الذي يجب البناء عليه لانه لم يتداوله متداولون في صالة فندق "مكيف" بل في هجير معارك وانهار من دم