أنور الرشيد يكتب:
الحقيقة التي تمنع الانتقالي من حسم الأمر
تلقيت مساء أمس رسالة من مصدر جنوبي موثوق يوضح لي بها سبب عدم حسم الأوضاع في الجنوب، ولم أتفاجئ حقيقةً بما أفادني به ولكنه وضح لي سبب السكوت عن الشرعية الفاسدة وعن زحف الحوثي وتسليمه معسكرات كاملة ومخازن أسلحة وعدم قصف قواته أثناء زحفها لمأرب.
فقال لي برسالته:يأخي وصديقي ورفيق درب نضالنا الجنوبي الكويتي ( العربي) أقولها لك بجلاء نحن لدينا القدرات والمعنويات الذاتية لمواجهة كل الأخطار وعلى درجة عالية من الثقة بأننا منتصرون على جيوش البغي والأستكبار اليمني والأرهاب الإخواني ومن يدعمهم وطردهم وسحلهم من أرض جنوبنا الحبيب، ولكن ولكن ولكن شدد على ولكن ثلاث مرات وتنهد بحسرة وقال يأخي المناضل والكاتب الصريح والصدوق ومن صرت لنا صوتا وقلما نعتز به،لا أُخفيك سراً بأن هناك من يُمارس علينا ضغوطات في سبيل تنازُلنا عن مساحات كبيرة من راضي الجنوب النفطية في شمال شبوة وحضرموت والمهرة، حيث كان علي عبد الله صالح وحسين الأحمر قد تنازلا عنها عام 2000م. بمساحة اجمالية 950000 كم2 وبسبب رفض الانتقالي التنازل عن سيادة أرضه وثرواته فقد دفعوا برعاية ودعم وتموين وحماىة الإخوان وحكومة الشرعية الفاسدة وقطعوا رواتب جنودنا وأوقفوا كل دعم تتخيله.
وأضاف: طبعا علي محسن ومن يمثلهم رسمياً هما شركاء في النهب واللصوصية، وإذا غامرنا بإتخاذ قرارنا سنواجه مشاكل نحن في غنى عنها الأن، خصوصا في ظل مرحلة تحتم علينا الصبر حتى وأن جارت علينا نتائج صبرنا.
نعم نحن جاهزون ونستطيع حسم الأمور ولكن مرة أخري تجبرنا الكثير من المعوقات بأن نكون جاهزون لكل الأحتمالات ونبحث عن حليف أستراتيجي وسياسي أكثر وفاء وإخلاص معنا، هذه الحقيقة أخي أنور الرشيد ولك مودتي واحترامي.
أنا من جانبي كثيراً ما كنت أبحث عن سبب مقنع يُشبع معرفتي عن أسباب سكوتهم لابل موافقتهم على أن يكون علي محسن الأحمر رجل الإصلاح الأول نائباً للرئيس!!!
كانت موافقتهم غريبة أن يكون نائب لرئيس الشرعية من الإصلاح وكانت بالنسبة صقعة سياسية بأمتياز لم أجد لها تفسيراً مُقنعاً ولكن مع تلك المعلومات فسرت لي سكوتهم وتنصيبهم للأحمر، وبالتالي وُجدت القطعة المهمة من قطع الأحجية التي أكملت لي صورة المشهد كاملاً واكدت مقولاتي التي كنت ولازلت أرددها "لاثقة بمن لاثقة بهم"، وها نحن نصل للطامة الكبرى التي يجب أن يصحى عليها كل جنوبي وتستعدون لمعركة فاصلة لاتبق ولاتذر، لذلك نصيحتي للأنتقالي بسرعة التوجه للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حاملاً معه كل وثائق الوحدة المشؤومة لعرضها عليهم مع عقد حماية لمدة 99 عاماً ومن يقبل منهم فأهلاً وسهلاً وألا هناك غيرهم من هو مُستعد لعقد تلك الاتفاقية فوراً، وإلا سيكون الجنوب في خبر كان بالذات الأن في هذه المرحلة التي تُباع وتُشترى بها المواقف والسياسات خصوصاً وأن العالم مُقبل على تغيرات عميقة وآن أوان حسم الأمر بعدما أتضحت الصورة وأكتمل المشهد قبل فوات الأوان لأن العالم مشغول جداً بتطبيب حاله من كرونا.
فأعقلها وتوكل ياعيدروس ولاتخشى لومة لائم ولايحك ظهير غير ظفيرك وأتكل على الله وعلى شعبك الجنوبي، فالجنوب وشعبه شبع صبر وقتل وتنكيل وبالأخير طُعنتم طعنة غدر من أقرب المُقربين، فالعلاقات الدولية تحكمها المصالح لا الدين ولا الدم.