يحيى التليدي يكتب:

وباء "الحوثي - الإخوان" أخطر من كورونا

في ظل انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا، وبُعيد التفاهم الذي رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والمليشيات الحوثية، لوقف إطلاق النار في الجبهات، وذلك لتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا، جاءت مليشيا الحوثي وكعادتها في نكث العهود والمواثيق لتنفذ هجوماً بالصواريخ على العاصمة السعودية الرياض، وبالمسيّرات على مدن الجنوب السعودي. لم يقف التحالف العربي مكتوف اليدين، فكان استهداف مواقع تخزين وتصنيع الأسلحة في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الإيرانية داخل اليمن. عصابات إيران في اليمن والعراق وسوريا همّها فقط استغلال انشغال العالم بمجابهة جائحة كورونا لتمرير أعمالها الإرهابية والتخريبية، ولا همَّ لها بصحة الناس وحياتهم وأمنهم.

هؤلاء يظهرون دعمهم لجهود التحالف لتحرير اليمن من سيطرة الحوثيين، ولكنهم في حقيقة الأمر يحرّكهم ولاؤهم للجماعة الإرهابية التي تأتمر بأمر تركيا، وتموّلها وتدعمها إعلامياً قطر

وفي ذروة الاستنفار العالمي لمجابهة جائحة كورونا، كانت قطر منشغلة هي الأخرى باقتناص هذا الانشغال العالمي والعربي لتمرير أعمالها الخبيثة والاستمرار في التحريض عبر أداتها الإعلامية "الجزيرة"، حيث بثّت وثائقيا سمّته "موت على الحدود".

وكالمعتاد تضمن الوثائقي العديد من المغالطات والفبركات التي تهدف من خلالها قطر كما دأبت في مؤامراتها في اليمن إلى شيطنة التحالف العربي. ما أكّده وثائقي الجزيرة هو الدور القطري - التركي المتماهي مع الدور الإيراني في اليمن، وذلك بتوظيف الأدوات الإخوانية المنضوية شكلياً تحت مظلة الشرعية اليمنية وتحديداً حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الذي يمثل فرع الإخوان المسلمين في اليمن، مهما ادعى قادته أن لا علاقة لهم بالتنظيم الإرهابي، أو أعلنوا تبرؤهم منه. هؤلاء يظهرون دعمهم لجهود التحالف لتحرير اليمن من سيطرة الحوثيين، ولكنهم في حقيقة الأمر يحرّكهم ولاؤهم للجماعة الإرهابية التي تأتمر بأمر تركيا، وتموّلها وتدعمها إعلامياً قطر.

ولعل ذلك يفسّر الخلل في قدرات الجيش اليمني الوطني التابع للشرعية، فرغم أنه يحظى بدعم لا محدود من التحالف العربي، فإنه لا يزال بطيئاً في تطوير نفسه وقدراته وتأثيره، بينما مليشيا الحوثي المحاصرة تطوّر تأثيرها وبالذات في الفترة الأخيرة.

إذن هناك خلل جدير بإعادة النظر ومراجعة المواقف في هذه المرحلة المهمة من عمر الصراع في اليمن، ويجب أن ندرك أن مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان وجهان لعملة واحدة. الأيديولوجيا نفسها والخطاب ذاته والغاية، والهدف هو السلطة والطريقة توظيف الدين لخدمة السياسة، مع اختلاف التنظير والتأصيل بما يتناسب مع قواعد كل مذهب.

ومواقف جماعة الإخوان عبر تاريخها الطويل هي النكران والغدر بدول الخليج العربي مراراً وتكراراً. ويُخطئ من يظن أن "إخوان اليمن" لهم هدف مشترك مع قوات التحالف العربي بتحرير اليمن من سيطرة الانقلابيين، بل هم يسعون في حقيقة الأمر إلى تعزيز نفوذهم، وتقوية مراكزهم العسكرية والمالية والسياسية، وبسط سيطرتهم والتفاهم مع الحوثيين لتوحيد الجهود وتقاسم السلطة في اليمن لخدمة المشروع الثوري الإيراني والمخطط التركي التوسعي.