ناصر المشارع يكتب:
مشاريع الاقليم وغياب المؤسسية في بنيوية التشكيلات الامنية والعسكرية
ليس بالأمر المستغرب ماحدث يوم امس في منطقة الفيوش بمحافظة لحج من اشتباكات بين قوة تتبع امن لحج واخرى تتبع القيادي في جبهة الساحل الغربي حمدي شكري وقبلها حوادث كثيرة خلفت قتلى وجرحى وخسائر في ممتلكات المواطنين طالما والاجهزة الامنية والعسكرية وغيرها من التشكيلات المسلحة في الجنوب بنيت على اسس جهوية ومناطقية وقبلية واطفي عليها طابع الوطنية والمقاومة بسبب تمترس فريق من الناشطين والاعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي خلفها لترسيخ وجودها في أذهان العامة بهكذا شكل حتى أصبح الاغلبية من الناس لايفرق بين بينوية جميع الوحدات والتشكيلات و الى اي مشروع تنتمي بالإضافة إلى تأثير الاقليم وتداخل مشاريعه بعد عاصفتي الحزم والأمل ومن هذه النافذة بدا العبث في :
_البسط على اراضي الدولة والمواطنين بأسم الوطن وتحت راية النجمة والمثلث
_ابتزاز تجار واستخدام الاطقم لحماية مشاريع اشخاص لاعلاقة لها بواجبات ومهام تلك الأجهزة والتشكيلات ولا بالقضايا التي تهم السكينة العامة.
_خلق بيئة الشخصنة لتحركات ومهام تلك التشكيلات بمسمياتها وربطها بمواقف وطنية احيانا لتعزيز ثقافة التمرد على الجهات التي يفترض ان تتلقى منها التعليمات.
_غياب أدنى معايير الانضباط والانقياد من قبل الأفراد وقيادات تلك الوحدات
_استقطاع رواتب الأفراد والسعي للثراء من خلال اتباع وسائل وأساليب مختلفة وكذا توظيف الأقارب والأهل بعيدا عن معايير الكفاءة والخبرة.
_ تفاصيل اخرى لايسعفنا الوقت لذكرها وسيظل الحال كما هو يتسيد الموقف مالم يستحضر وعي شعبي يميز الخلل الموجود بعيدا عن العاطفة والمزاج والارتجالية في تقييم الواقع من خلال الإيمان بالمؤسسية والانقياد لها وليس للأشخاص كبرت احجامهم ام صغرت.
و في الختام نقول ونكرر انه لابد من إعادة ترتيب وبناء الوحدات الامنية والعسكرية وغيرها من التشكيلات في الجنوب ولو وفق المتاح وبما يتلائم مع الظروف الصعبة وتفعيل دور الرقابة على تحركاتها ومهامها قبل ان تنزلق الاوضاع الى دائرة الفوضى حينها قد تفقد السيطرة على مقاليد الامور وقد تسعى ايضا جهات اقليمية و دولية ومحلية للاستفادة من هكذا بيئة فوضوية في ظل تجاذبات تشهدها المنطقة ومعروفة للجميع ولا تحتاج إلى مزيداً من الشرح والتفصيل.