ناصر المشارع يكتب لـ(اليوم الثامن):
وقفة مع برنامج المتحري ودور الشمال في أحداث يناير 86
تابعت برنامج المتحري التي بثته قناة الجزيرة وفيه نوقشت أحداث يناير 86 في جنوب اليمن وأسباب تلك الأحداث المؤلمة وتذاعياتها ومع ان الإعداد للبرنامج أستمر لأكثر من ثلاث سنوات الا أن مخرجاته كانت سطحية وبسيطة ولم تلامس الحقيقة هذا اولا. ثانيا مالفت إنتباهي هو إستضافة سياسيين وكتاب شماليين للادلاء بشهادتهم، فقط الرئيس علي ناصر هو الجنوبي الوحيد الذي كان ضمن البرنامج وهذا يشير الى يعزز فرضيات أن #الشمال كان له اليد الطولى في أحداث يناير في تأمر واضح من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية إضافة إلى بعض العناصر الشمالية في الجنوب بأستثناء قلة من الوطنيين للانصاف، كانت المهمة الموكلة اليهم هي خلخلة الجنوب من الداخل وظلوا عاكفين على اثارة القلاقل حتى حققوا اهدافهم، وعاد هذا التأمر الى الواجهة بعد انطلاقة الحراك الجنوبي في العام 2007 وبذات الوتيرة. ولتأكيد صحة الافتراض نتذكر تصريح للرئيس اليمني الراحل صالح عندما قال أن محاضر إجتماعات اللجنة المركزية كانت تصله بعد ساعات من الاجتماع، وتأكيد العطاس لهذا الامر في مقابلة اخرى على إحدى القنوات الفضائية ذكر تدخل الشمال وأشار الى ماكان يسمى بوزير شئون الوحدة انذاك كمثال للإختراق الحاصل للنظام في عدن من قبل الشمال. وبالعودة الى الموضوع ودور الشمال في إذكاء الصراع وتأجيجه بين الجنوبيين في اطار الحزب الاشتراكي وحتى في إثخان الجراح والاعدامات بعد يناير كان معظمها من عناصر شمالية معروفة إنتقاما لما حصل للواء الوحدة في ابين من قبل اتباع الرئيس علي ناصر وهذا الامر يحتاج إلى الكثير من الشرح ولايمكن نقل الصورة من خلال هذا المقال... .
.ومايؤكد صحة ما اقول ودور الشمال فى إذكاء الصراعات في الجنوب مداخلة يحيى ابو اصبع وتحذيره لعبد الفتاح بعدم العودة إلى عدن وقال إن العودة يعني انفجار الاوضاع في إشارة واضحة الى معرفة السياسيين الشماليين في عدن بحجم الازمة وقربهم منها أكثر من الجنوبيين انفسهم بينما لم يدركها كبار القادة الجنوبيين الى صبيحة الثالث عشر من يناير وحضورهم إلى مقر اللجنة المركزية بحسن نية غير مدركين لحجم المؤامرة. وبما ان الساسة الشماليين كانوا شاهدا على أحدث 86 فيما رفض #الساسة الجنوبيين الظهور بأستثناء الرئيس علي ناصر وهاهم اليوم مستمرين على نفس المنوال من التحريض وتذكير الجنوب بمأسيه والوقوف على خلافاته الداخلية في منطق موحد من أبسط مواطن شمالي الى النخب المثقفة والشخصيات القيادية والحزبية وغيرها وتعويلهم. على ان الجنوب سيكون مصيره الاقتتال الداخلي مما يدل على أن هذا العمل ممنهج من قبل كل الأطراف شمالا للسيطرة على الجنوب من بوابة الانقسام والشواهد كثيرة آخرها أحداث أغسطس 2019 ومايحدث في شبوة اليوم مع انها تحت غطاء الدولة إلا أن الاعلام والنخب في الشمال تنقلها وعلى أساس أن الصراع جنوبي جنوبي مع أن المعطيات تقول يغير ذلك. هذا فيما يخص دور الشمال في أحداث يناير ولا ننسى دور المخابرات الروسية والبريطانية وعملائها أمثال جورج حاوي ونايف حواتمة وغيرهم من منسوبي منظمة التحرير الفسلطينة وحركات التحرر التي كانت تتواجد في عدن إبان الحرب الباردة بين الشرق والغرب.