ناصر المشارع يكتب لـ(اليوم الثامن):

من باب الإنصاف

منذ العام 2015 والشباب الغير منظم والغير مدرب المتهم اليوم بالتخلف والفوضوية قدم ولا زال يقدم التضحيات الجسام حيث أستطاع ان ينتصر في كل معاركه ضد الحوثيين وبعد ذلك ضد الجماعات الارهابية لأرساء دعائم الاستقرار وبأمكانيات متواضعة جدا وبدون رواتب الا ماندر... في الظرف الذي عجزت جيوش منظمة وبأمكانيات كبيرة جدا تحقيق ربع ماحققه هؤلاء الذين توجه إليهم السهام الحاقدة بأستمرار وأستغلال عواطف الشارع بهدف نزع الحاضنة الشعبية لشباب قوة ارادتهم كقوة الجبال بغض النظر عن أي تجاوزات . وذلك بهدف عزلهم ودفعهم الى التمرد تمهيدا لأعادة منظومة شركاء حرب 94 وخلخلة الجبهة الداخلية من خلال الوقوف على النتائج دون التطرق الى الأسباب التي يجب أن تكون جزء لا يتجزى من المشكلة ذاتها لأننا جميعا ضحية مؤامرة ولا أبالغ اذا ماقلت ان مآلت اليه الاوضاع سابقا ولا حقا مخطط له بعناية بحلقات متصلة مع بعضها وفقا لظروف كل مرحلة. 

وحتى لانتهرب من المسئولية وبواقعية نعترف ان هناك اخطاء لا يمكن انكارها وبعضها اخطاء كبيرة، الا ان علاجها لن يأتي من بوابة التحريض ونكران الجهود ولكن من خلال تأهيل القوات التي خاضت معركة الدفاع عن الجنوب وتعزيز روح المسئولية لديها وكذا تطعيمها بالكادر المؤهل بحيث يكون هناك توازن، مقاتل دافع على الارض وكأستحقاق مرحلة يجب أن يتم تأهليه وتصويب حماسه ودوافعه أكان ذلك من خلال المؤسسات الرسمية أو على الأقل من خلال تدريب وتأهيل بطرق أخرى، ولزاما على الكادر المؤهل في الأمن والجيش رد الجميل لهؤلاء الابطال نظير ماقدموه بعيدا عن التعالي والغرور والتفكير خارج الصندوق لانه من غير المنطقي ان تعتكف في بيتك لأنك كادر مؤهل حتى تنتهي الحرب ومن ثم تعود إلى الواجهة لتعيب كل شيء وتقف على كل الاخطاء بقصد او تماشيا مع التيار ساعيا الى استبعاد المقاتل الذي هب لواجب الدفاع لتحل انت محله بحجة إنه لم يأتي من المؤسسة الامنية والعسكرية وهنا اقصد البعض وليس الكل من منتسبي مؤسستي الجيش والأمن. 
نقول هذا ليس اجحافا بحق احد ولكن بهدف خلق توازن لأيماننا ان المهمة ملقاة على عاتق الجميع دون استثناء في مثل هكذا مرحلة معقدة، فلا الكادر المؤهل يظل هدفه طي صفحة المقاوم حديث العهد بتولي المسئولية، وفي المقابل المقاوم لا يستهين او يستغني عن خبرات الكوادر لاننا بحاجة إلى هذا وذاك وعلاقتهما تكاملية ك علاقة العينان ببقية اعضاء جسم الإنسان.
ولشريحة الناشطين وصناع الرأي اقول يجب أن نترفع عن استغباء الناس ولنسمي الامور بمسمياتها فلا نتيجة الا بأسباب وفهم المسألة نصف الحل كما يقال ومشكلات اليوم جذورها يعود إلى العام 90 وسياسة التجهيل والتدمير الممنهج لمقدرات الجنوب وربما جزء منها الى ماقيل الوحدة لذا علاجها لن يكون الا بوجود دولة مؤسسات وأستقرار وإمكانيات لأن الطموحات الغير واقعية تعد مشكلة اضافية تعقد الاوضاع أكثر وأكثر فالكادر بمفرده غير قادر على انتشال الاوضاع بدون جهود وطاقات المقاوم والعكس العكس، لان الخلل في أكثر من جانب جنوبا وأكثر من ذلك شمالا و كلاهما مثقل بمشكلات متجذرة وربما الجنوب أفضل حالا من الشمال وأقرب لأحتواء تعقيداته إذا ماخلصت النوايا وأظنه ممكن والسلام.
#ناصر_المشارع