فريد ماهوتشي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران برميل البارود القنبلة الاجتماعية

هذا عبارة لم تستخدمها المعارضة، استخدمتها وسائل الإعلام الرسمية الخاضعة للرقابة حول الوضع الحالي في إيران.

القنبلة الاجتماعية هي كناية عن الوضع الانفجاري المجتمع الإيراني، وهو المصطلح نفسه الذي تستخدمه المقاومة الإيرانية في تحليلها للظروف الاجتماعية السياسية، أو أن الظروف المواتية للثورة هي حالة يمكن أن تشتعل فيها كل نار محتملة من الانتفاضات الاجتماعية العظيمة وتؤدي إلى انتفاضة على الصعيد الوطني.

انتفاضة عام ٢٠٠٩، وانتفاضة ديسمبر ٢٠١٧، ونوفمبر ٢٠١٩ كانت انفجارات ضخمة من هذا البركان العظيم.

 

كارثة إنسانية كبيرة داخل إيران:

حذرت الصحيفة الحكومية جهان صنعت في ١٣ أبريل ٢٠٢٠ في مقال كتبته تحت عنوان(الحكومة التائهة بين الخبز والروح) من وقوع كارثة إنسانية كبيرة في داخل إيران، والتي ستمتد إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وحول العالم:

" 32 مليون من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة هم من سكان العشوائيات، ووفقًا للأبحاث الاجتماعية، يقدر عدد سكان طهران القاطنين في العشوائيات الآن بنحو 11 مليونًا.

سكان العشوائيات في البلد هم من الطبقات الدنيا، والآن دخل هؤلاء السكان تحت خط الفقر المدقع. من ناحية أخرى، ضربت أزمة كورونا الكبرى العالم وانتشرت في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، وبالنظر إلى الوضع السياسي والاقتصادي الحالي في إيران وحقيقة أن الطبقات الدنيا في البلاد تواجه فقرًا حادًا، فإن أزمة كورونا هي كارثة إنسانية كبرى في إيران، وحتى مثل هذه الكارثة الإنسانية التي ستحدث في إيران، ستتوسع إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا ثم إلى بقية العالم."

 

٦٠ مليون إيراني ومخاوف البقاء على قيد الحياة بين الروح والخبز

يريد كاتب هذه المقالة القول أن الأساس المهتز والمتزلزل للحكومة يجلس على القنبلة الاجتماعية.

هذه القنبلة هي نفسها سكان العشوائيات البالغ عددهم ٣٢ مليون شخص، هؤلاء المهمشين الذين يناضلون بكد كل يوم من أجل لقمة عيشهم و من أجل أطفالهم حتى لا يموتون. هؤلاء هم القوى العاملة الإيرانية و سكان العشوائيات والعاطلين عن العمل والبائعين المتجولين وربات المنازل وبقية شرائح المجتمع، الذين كان لديهم مشاكل كبيرة لتأمين لقمة عيشهم قبل كورونا.

هؤلاء هم من زلزلوا الأرض تحت أقدام دكتاتورية الملالي في انتفاضة نوفمبر ٢٠١٩، وهم نفسهم من يواجهون أزمة كورونا بالإضافة للأزمات الاقتصادية، ولا يملكون شيئاً يخسروه. هؤلاء هم الذين يقبعون بين فكي كماشة الضغط "الخبز" و"الروح"، ومخاوفهم الوحيدة هي البقاء على قيد الحياة من خلال كسب لقمة عيشهم".

والحقيقة هي أن كورونا ستضيف جزءًا كبيرًا من المجموعات الأخرى ذات الدخل المنخفض والمجموعات الضعيفة إلى هذا العدد البالغ 32 مليون نسمة (المهمشين).

وفقا لذات الوسيلة الإعلامية الحكومية، يقدر عدد هؤلاء الآن بـ 60 مليون نسمة، وبذلك هم يشكلون الغالبية العظمى من الإيرانيين.

 

الطبقات الضعيفة، فريسة سهلة لكورونا:

غالبية الناس الذين يتجولون في مترو الأنفاق والحافلات والشوارع هذه الأيام في ظل الوعود الأنيقة والخيالية لإدارة المدينة دون اتباع البروتوكولات الصحية، هم من فئة الطبقات الأكثر ضعفا، بما في ذلك المهاجرين وسكان العشوائيات العمال الموسميين والكادحين.

في ظل ظروف أزمة كورونا الكبرى، لا توجد توقعات اقتصادية واضحة للبلاد حتى، والحكومة ضائعة وفي حيرة من أمرها بين اتخاذ قرار بخصوص الإغلاق والتعطيل من عدمه، ويبدو أنها غير قادرة على دفع نفقات المعيشة الطبقات الضعيفة في المجتمع بسبب العجز الشديد في الميزانية. وقد ساد القلق والاضطراب وانعدام الأمل في المستقبل سكان البلاد.

"يشكل هؤلاء السكان أكثر من 60 مليون شخص، بما في ذلك الطبقات الضعيفة والطبقة الوسطى." (نفس المصدر).

هؤلاء هم نفس الناس الذين تركهم حسن روحاني وحيدين داخل فم وحش كورونا.

تكمن كورونا وتنصب فخاخها بكل أريحية الآن في المساحة الملوثة لمترو الأنفاق، وفي الطوابير التي تنتظر الحافلة، على الأرصفة المزدحمة، وبسبب حاجتهم الشديدة للقمة العيش لأطفالهم الجوعى يضحون بحياتهم في مواجهة كورونا.

هؤلاء، هم وأطفالهم، هم أسهل فريسة لكورونا بسبب "مشاكل التغذية" و "ضعف جهاز المناعة" في أجسامهم.

 

سؤال لا جواب له:

ويتابع كاتب المقال قائلاً: "هل تدرك الحكومة التي اختارت في مفارقة "الخبز والروح" عواقب هذا العمل وقراره؟ هل يعرف النظام أنه إذا استمرت السياسات الحالية، فإن عدد المصابين في البلاد سيصل إلى أعداد لا تصدق، والتي ستؤثر حتى على العالم كله؟

أليس من الأفضل لجمهورية إيران الإسلامية توفير الضروريات اليومية للأشخاص الذين تم خصم دخلهم المنخفض كضريبة، وإغلاق البلد مثل البلدان الأخرى في العالم من أجل الحد من هذه الأزمة الضخمة المتفشية؟

ما هو مؤكد هو أن عدد المرضى في البلاد لم ينخفض حتى الآن، وقد حان الوقت للحكومة لإغلاق جميع الأجهزة الرسمية وغير الرسمية للبلاد ودفع جميع احتياجات وشؤون الناس خلال فترة القيود والحجر الصحي، حتى لو انهار اقتصاد البلاد."

هذا هو السؤال نفسه الذي لم تتم الإجابة عليه. من الأفضل أن نقول إن خامنئي وروحاني ردا عليه. عدم فرض الحجر الصحي ورفضه ورمي الناس العزل في شراك كورونا هو ردهما على الشعب الإيراني. لقد قررا قتل ما لا يقل عن 60 مليون إيراني من أجل الحفاظ على نظام الجهل والجنون.

من الضروري قبول وتحمل " تكلفة كل الضروريات وشؤون الناس خلال فترة التقييد والحجر الصحي"، حتى لو كان الثمن "انهيار اقتصاد البلاد"، وهو ما لا يريد النظام القيام به.

لو إنه أراد ذلك، لم يكن لدى خامنئي الآن ثروة تقدر بـ ٢٠٠ مليار دولار.

 

يقول زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالته:

"يجب على خامنئي أن ينفق 100 مليار دولار من رأس المال وأصول «لجنة تنفيذ أمر خميني» الملعون والثروة الهائلة المتراكمة في تعاونيات الحرس والباسيج وقوى الأمن الداخلي، ومؤسسة المستضعفين والأموال التي ينفقونها في العراق وسوريا واليمن وغزة ولبنان، مخصّصة لصحة الشعب الإيراني ومعالجته.

يستطيع النظام، برأس المال نفسه وإمكانات الهلال الأحمر توفير المعدات والمستلزمات الطبية للمستشفيات ولجماهير الشعب من خلال الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي، دون أي قيود.

يجب إنفاق ميزانيات النظام النووية والصاروخية وإمكانات الهلال الأحمر، التي أنشأت مراكز متعددة في الشرق الأوسط وأفريقيا لتصدير الظلامية والإرهاب، على علاج مرضى كورونا والمرضى المحرومين".

 

القنبلة الاجتماعية يمكن أن تنفجر في أي لحظة:

لن يعطي خامنئي هذا المال أبدًا، لأنه في هذه الحالة وافق على إسقاط نفسه بيديه. هذه الحكومة هي عدو الشعب الإيراني، ويعتبر الناس هذه الحكومة عدوهم وينظرون إليها على أنها محتلة.

تكتب الوسيلة الإعلامية نفسها:

"... المجتمع المجزأ، والافتقار إلى نظام إنتاجي، وعدد كبير من الشركات الصغيرة والخدمات ، وتركز وكثافة الفقراء والمهاجرين والمهمشين في جميع أنحاء البلاد يشبه القنبلة الاجتماعية التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتؤدي إلى اضطرابات اجتماعية". (المصدر نفسه).

يعلم خامنئي أن القنبلة الاجتماعية ستنفجر في الوقت المحدد. لهذا السبب، كما في الماضي، وربما أكثر من ذلك، يبذل كل جهوده على القمع، والتخصيب النووي، وبناء الصواريخ والمعدات العسكرية، والحفاظ على قواته القمعية.

فهو يريد من خلال إلقاء كورونا على حياة الشعب المشرد تحول القضية فرصة ووسيلة لبقائه وحمايته من السقوط، لكن الشعب الإيراني ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ينوون إلقاء كورونا على حياته والقيام بأكبر ثورة في تاريخ إيران للإطاحة به ونظامه، وسيحققون ذلك بالتأكيد.

أصبح صوت تكتكة القنبلة الاجتماعية الموقوتة الآن أعلى من أي وقت مضى.