محمد مرشد عقابي يكتب:
كيف نواجه وباء كورونا يا ابناء شعب الجنوب
قال الله سبحانه وتعالى "قُلْ لَنْ یُصِیبَنَا إِلَّا مَا کَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤمنون" صدق عز من قائل.
من هذا الدستور الرباني العظيم نستلهم اسباب القناعة واليقين والإيمان التام بقضاء الله واقداره والصبر على ما أراد وقضى والتسليم به مع كثر الدعاء والتسبيح وحمد الله والقبول بالنتائج مهما كانت، كما نستطيع التأكيد بان النوازل والكوارث الطبيعية والإنسانية في منظور الشريعة الإسلامية ماهي إلا امتحانات واختبارات إلهیة للعباد من أجل رفع منزلة المؤمنين وإعلاء درجاتهم عند الله تعالى وتحذير للمقصرين والمتهاونين في شرائع الله وطاعته وعامل في تفجير الطاقات العلمية وتطوير العلوم البشرية ومن هذا المنطلق لابد من الإلتفات إلى أن هذه النوازل والإمتحانات الإلهية تستلزم منا عدة أمور لإجتيازها اهما غرس المبادئ والتمسك بثوابت العقيدة الإسلامية والإهتمام بضرورة الإصلاح وتزكية النفس وحماية الأمة من الزيغ والضلال والإنحراف والتذكير بعظمة القدرة الإلهية والتوسل إلى ذات الله تعالى خاصة في هذه الأيام المباركة التي تمر علينا من شهر رمضان الكريم لذا نوصي الجميع باللجوء إلى الله عز وجل والإحتماء به والتضرع والتذلل بين يديه والإفتقار إليه وإحياء موسم الخير هذا بالعبادة والإستغفار والتهجد والدعاء والذكر والمناجاة وليكن رمضان فرصة لتعميق القيم الروحية والمعنوية والأخلاقية فيما بيننا، كما يجب علينا تطبيق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقويم والإلتزام بما جاء في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم واتباع النصائح والإرشادات الصحية والوقائية الصادرة عن المؤسسات والجهات المعنية والمختصة وأن يتخذ اهالينا في مختلف المحافظات الجنوبية شتى الإحتياطات اكانت فردية أم جماعية مع الحرص الشديد على اهمية تطبيق كافة التدابير والإجراءات الوقائية والإحترازية اللازمة لمواجهة نازلة وباء كورونا الفتاك.
كما نلفت عناية الجميع الى ان يعد التخطيط الفني الصارم والشامل والسليم يعد شرطاً مهماً للتغلب على المصائب والإبتلاءات الطبيعية مثل كارثة فيروس كورونا المستجد ومهمة المسؤولين في هذا الصدد تعتبر غاية في الحساسية وتتطلب التنسيق والتعاون بين جميع الجهات المسؤولة لتنفيذ الأدوار والمهام المطلوبة، في حين يمكن للنقد السديد والبناء الذي يصب في مصلحة الشعب أن يلعب دوراً فعالاً في إرتقاء هذه التوجهات ولا بد أن يكون رجال دولة الجنوب العربي خير نموذج يحتذى به في استراتيجيتهم وتدابيرهم الأساسية المبنية على القيم والأسس الإسلامية والنظريات العلمية والتقنية الممنهجة والواضحة لمواجهة مثل هذه النوازل والمصائب، ومما لاشك فيه ان الإعتماد على المنطق العلمي والتحلي بروح الوطنية العالية يعد شرطاً أساسياً لتحقيق النجاح في اي شيء، كما يعد توسيع المراكز البحثية والمعرفية التي من شأنها أن تضع الحلول وتعالج المشاكل الطارئه والمعضلات الإجتماعية والكوارث الطبيعية وتطوير وتنمية صناعة الأدوية ضرورة حتمية لأن قوة البلد وعظمته ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطوير السريع بشقيه العلمي والتكنولوجي فبلدنا ومنذ القدم يمتلك سجل حافل بالإنجازات والتطورات والإبداعات العلمية الفنية والتقنية لذلك يجب تعزيز وتحفيز هذا التقدم وبلورته في مختلف المجالات والمناحي سيما في مكافحة مثل هذه الأوبئة الداهمة والتصدي لها ومنع إنتشارها.
من هنا يتوجب علينا ان ندعو كافة ابناء شعب الجنوب العزير بضرورة الإلتزام بالحدود والقيود الموضوعة ضمن النشاطات الإجتماعية والإقتصادية والحرص على تطبيق جميع النصائح والإرشادات الصحية والطبية التي أكد عليها المسؤولون في كل التعاملات والتي تتطلب الكثير من الحرص والإجراءات والقرارات لتنفيذها.
ونؤكد للجميع ومن على هذا البلاط بان مبدأ التضامن والتعاون والتكافل الإجتماعي يتصدر وفقاً للتعاليم الدينية والأخلاقية والإسلامية كل والقيم والمبادئ الإنسانية في الأزمات الاجتماعية وهناك أمور لا ينبغي التغاضي عنها ولا بد من التغلب على جميع أنواع المشاكل والتحديات التي تستهدف تآزر وتعاضد المجتمع ومراعاة الأصول والقواعد والأسس الأخلاقية في مجالي الإقتصاد والسوق ورعاية احترام الناس واجتناب ما يتسبب بإذائهم وبإرادة الله تعالى وعنايته يثبت شعب الجنوب مراراً وتكراراً هذه الهوية والثقافة الأصلية ويعبر عنها في كل تحركاته ويتجلى ذلك بوضوح في قدرته على إدارة أزمة ظهور وباء كورونا منذ اللحظة الأولى لإعلان اكتشاف حالات الإصابة وقد أثبتت قيادتنا السياسية ممثله بهيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي تضامنها ووقوفها الدائم والمستمر الى جانب المتضررين والمنكوبين من أبناء الشعب جراء الوباء القاتل، لذلك ينبغي بث روح المحبة والتآلف والطمأنينة بين جميع فئات المجتمع في أي ظرف من الظروف لاسيما الظروف الحالية العصيبة التي تمر بها عاصمتنا الحبيبة عدن وعلى الجميع أن يأخذ هذا المبدأ منهجاً يعمل به كما يجدر الذكر أن للإيمان بالله سبحانه وتعالى والتمسك بالعبادة والصلاة والفضائل الأخلاقية دور فعال في منح الإنسان السلام النفسي والصحي والمعنوي والإجتماعي بالإضافة الى إن روح الصمود والإرادة الصلبة والعزيمة والثقافة العالية هي السر الكامن وراء تقدم وانتصار مقاومة الإنسان لكل النوائب لذا يجب التحلي بمثل هذه الصفات الحميدة والفاضلة عند مواجهة الشدائد والإبتلاءات وعدم الرضوخ والإستسلام للقلق والخوف والذعر والهلع والفزع وعلينا جميعاً أن نتغلب وننتصر على هذه المشاكل من خلال التكاتف والتلاحم والتآزر.
وينبغي على كل الكوادر العلمية والثقافية واصحاب الفكر ومنابر التنوير تكريس جهودهم ضمن الصلاحيات الموكله لهم وأن يبذلوا قصارى جهدهم لغرس الوعي الكافي في عقول العامة من الناس بالشكل الذي يمكنهم من الأخذ باسباب الوقاية والنأي بانفسهم من هذا الخطر المحدق وعليهم ايضاً تقديم كل ما في وسعهم لمساعدة المتضررين من انتشار هذا الوباء وأن لا يبخلوا في الإستجابة للإحتياجات الثقافية والنفسية لأخوانهم من ابناء شعبهم الجنوبي الكريم خاصة في أيام هذا الشهر المبارك، كما يجب على قيادتنا السياسية الوقوف الى جانب ابناء الشعب بكل إرادة وعزم وبذل الغالي والنفيس لحماية صحتهم وسلامتهم وتوفير كل ما يمكن لمكافحة تفشي هذا الفيروس القاتل ومساعدة المتضررين جراء الإصابة به والمنكوبين بكارثة السيول الأخيرة من سكان العاصمة عدن وغيرها من المحافظات طالما والمجلس الإنتقالي ومنذ تأسيسه لن يألوا جهداً في فعل أي شيء يصب في خدمة المواطنين ومصلحة البلد لذا الأمل موجود بان تواصل قيادة المجلس جهودها الإغاثية الجبارة بمساندة الأشقاء لإحتواء أزمة ظهور الوباء العالمي المستجد في عدن ودرء الخطر عن الأهالي في مختلف المجالات من خلال التنسيق والعمل المشترك مع كافة الجهات المعنية.
وفي نهاية هذا المقال لا يسعني إلا ان اتقدم بفائق الشكر والتقدير لجميع المسؤولين والأشخاص الذين يسعون بشتى الطرق والوسائل لتجاوز الظروف العصيبة الراهنة التي يمر بها مجتمعنا الجنوبي جراء الإعلان عن ظهور حالات اصابة بهذا الوباء القاتل والخبيث وأخص بالشكر الكوادر الطبية والصحية الأكارم الذين يناضلون في الخطوط الأمامية من هذه الميادين المقدسة، ونسأل المولى العلي القدير أن يرفع عنا الوباء والمحن وان يدفع هذا البلاء عن بلدنا وأن يمن علينا بالصحة والعافية والسلامة والعزة والكرامة والتمكين والنصر المؤزر في كل الساحات ومعتركات الحياة المختلفة.