ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
تفويض الجيش الليبي لتقويض مغتصبي السلطة
الاخوان المسلمون ومعهم المقاتلة وبتدبير ومباركة من اسيادهم,التفوا على نتائج الانتخابات البرلمانية العام 2014 التي قزمتهم وأظهرتهم على حقيقتهم,فأعلنوا عملية فجر ليبيا,التي استولوا من خلالها على مقاليد الحكم في طرابلس وما صحبها من تدمير ممنهج للمتلكات العامة والخاصة,وقتل وتشريد الاهالي,وإحراق المطار المدني للعاصمة بما يحويه من مرافق وطائرات مدنية حديثة.
منذ ذلك التاريخ,وضعوا ايديهم على اهم مرافق الدولة,مؤسسة النفط الوطنية,البنك المركزي, شركة الاستثمارات الخارجية,انفقوا الاموال الطائلة بإغراء الشباب العاطلين عن العمل بتكوين مجموعات مسلحة,تهدف اساسا لإبقائهم في السلطة لنهب خيرات البلد ما جعل الخزينة العامة على وشك الافلاس,حرموا الشعب من ابسط حقوقه في حصوله على المواد الاساسية للعيش الكريم,بل وصل الحال بهذه الشرذمة الى قطع متواصل للتيار الكهربائي والإمدادات المائية, بينما الطوابير على المحروقات والغاز والسيولة النقدية اصبحت احد معالم البلاد.
مع مرور الوقت اصبحت المعيشة لا تطاق,وكان لزاما على الجيش الوطني الذي نهض من بين الركام,ان يقارع الارهاب في عقر داره,لقد ضيّق عليهم الخناق وأصبحوا محاصرين في الشريط الساحلي بغرب البلاد,استنجدوا بزعيمهم الروحي اردوغان وضعوا بين ايديه مقدرات البلد,امدهم بالطيران المسيّر وآلاف المرتزقة,حاولوا اصطناع انتصارات في صبراته وصرمان فكشفوا للرأي العام عن مدى تعطشهم لسفك الدماء بقتلهم الابرياء,وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها.
مع انطلاق عملية الكرامة لتحرير العاصمة وانحياز ترهونة كما بقية المناطق لمشروع بناء الوطن,وانعقاد مؤتمر القبائل الليبية بالمدينة الذي اعلن تأييده التام للجيش الوطني,اصبحت المدينة تمثل المركز الرئيس لقادة التحرير في المنطقة الغربية وغرفة العمليات والشريان الذي يغذي المحاور بما تحتاجه من اسلحة مختلفة وجنود,الامر الذي جعل حكومة الوفاق تقطع عن المدينة والمناطق المجاورة لها التيار الكهربائي والتزود بالمؤن لما يربو عن الشهر ما يعد جريمة بحق الانسانية لأجل اخضاعها,لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل وباعتراف وسائل اعلام تركية هجموا على المدينة من سبعة محاور لكنهم فشلوا وولوا يجرون اذيال الهزيمة,فعمدوا الى اسر اناس عزّل وانهالوا عليهم ضربا واستخدموا بحقهم كافة انواع التعذيب ليشفوا غليلهم.
امام هذه الاوضاع المزرية التي تنم عن مدى همجية حكام طرابلس ,فوضت الجماهير بالمناطق المحررة قيادة الجيش لتولي امور البلاد وقيادة المرحلة الانتقالية لتطهير البلاد من الارهابيين المحليين والمرتزقة الذين تغدق عليهم حكومة الوفاق اموال الشعب الليبي,ومن ثم العمل على تقويض سلطة الاخوان وإنهاء حكمها سيء الصيت وتخليص الشعب من جبروتها.
ندرك ان عملية استئصال الاخوان الذين يمثلون سرطانا انهك قوى الدولة وشل حركتها ليست سهلة,بالتأكيد,سيقف بوجهها الخونة والمرتدون وداعميهم الاقليميين,مستخدمين كافة الاساليب الرخيصة للاستمرار في الحكم ولكن ارادة الشعب اقوى من كل المؤامرات والدسائس,وان التلاحم بين الشعب وأبنائه من المؤسسة العسكرية سيؤدي الى هزيمة الجمع ويولون الدبر, فالنصر حليف الشعوب التي ترفض الخنوع والإذلال.ومن ثم العبور الى الدولة المدنية التي يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة على اسس ديمقراطية.