ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الخامس من حزيران..... نكبات مستمرة

منذ اكثر من خمسة عقود شن الغرب الاستعماري والكيان الذي انشلوه في فلسطين حربا شعواء على الامة العربية لأجل تامين حدود الكيان المغتصب لفلسطين بقضم اراض جديدة من ثلاث دول مجاورة ناهيك عن الاستيلاء الكامل لأراض فلسطين التاريخية غير مكترثين بقرار التقسيم الجائر بحق الشعب الفلسطيني,تم الاستيلاء على الضفة والقطاع على مرأى ومسمع العالم الذي يتشدق بحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بأمن وسلام في عالم يكتنفه الوئام,استرجع القطاع بعزيمة الابطال الشرفاء الذين فضلوا الموت بشرف على حياة الذلة والمهنة,بينما الضفة اصبحت فسيفساء لمستوطنات صهيونية,يضيقون الخناق على العرب فيهدمون منازلهم ليجبرونهم على الرحيل او البقاء بأكواخ الصفيح التي لا تقيهم برد الشتاء وحر الصيف,انه العالم الغربي المتحضر الضامن الراعي لحقوق الانسان.
بحجة ان جل حكامنا من العسكر وأنهم ديكتاتوريون وعدونا بشرق اوسط جديد مفعم بالحرية والرخاء والأمن والاستقرار,تولوا بأنفسهم ازاحة الانظمة,ادخلونا في دوامة العنف المذهبي والطائفي والفتنوي وذاك بالطبع مبتغاهم,دولنا المنكوبة بالربيع العربي,اصبحت مسرحا لصراع القوى الاقليمية,مرتعا خصبا لكافة التنظيمات الارهابية التي اسسوها في ازمنة مختلفة ومنها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين,
بقدرة قادر اصبح هذا التنظيم يسيطر على مقاليد الحكم في كل من مصر والمغرب وتونس وليبيا,اسقطت الجماهير المصرية حكم الاخوان الى غير رجعة بينما لا تزال البقية تعاني صلفهم وجورهم,فهذه الزمرة الاخوانية انكشفت ألاعيبها,بدلا من الدعوة الى التدين,اصبحت تمارس العهر السياسي ونهب مقدرات شعوبها وتمسك بيد من حديد,هي تدين بالولاء لمن ساهموا في تأسيسها ويتخذون من السيد اردوغان خليفة لهم,الذي وجد ضالته بهؤلاء لتحقيق حلمه في بعث الامبراطورية العثمانية من جديد.
بفضل العملاء والخونة في ليبيا ومن خلال الحكومة الفاقدة للشرعية والتي نصبها الغرب,يعود الاتراك مجددا وبعد مائة عام ونيف على تسليمهم ليبيا لايطاليا,الى ليبيا عبر اتفاقيتان مشبوهتان لفرض سيطرتهم بقوة السلاح,وذلك لأجل تهب خيرات البلاد ودعم اقتصادهم المنهار,وقتل ابناء الشعب الليبي الذين يرفضون العودة للاحتلال العثماني البغيض الذي جعل ليبيا وكافة بلاد العرب التي احتلها العثمانيون لأربعة قرون,متخلفة عن الركب,اردوغان يتاجر بأبناء سوريا والزج بهم في اتون حرب جائرة بعد ان فشل اردوغان في الاطاحة بالنظام السوري لسنوات ,والجيش السوري الحر الذي اسس ليحرر سوريا من نظامها اتضح انه صنيعة تركية مجموعة مرتزقة وبدلا من تحرير جرابلس في اقصى الشمال السوري على الحدود مع تركيا هاهم اليوم يعمدون الى عمليات تنكيل بالأهالي في ضواحي طرابلس الغرب ويبسطون سيطرتهم عليها ويهدونها عربون خزي وعار لحكومة الوفاق العميلة.
حركة النهضة التونسية باركت تدخل تركيا في ليبيا وقدمت التهنئة للعميل السراج على استرجاعه لقاعدة جوية كانت تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي الذي يسعى بكل جهده لإزالة حكومة الوصاية في طرابلس.حركة النهضة تدرك جيدا ان اسقاط حكومة طرابلس العثمانية سيسرع من زوالها في تونس خاصة بعد الجلسة الصاخبة التي عقدها البرلمان التونسي بشان تدخل الحركة في الشأن الليبي ومحاولة ادخال تونس في لعبة المحاور.
الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية والتنظيم الاخواني العالمي يسعون وبكل ما اوتوا من قوة الى زعزعة امن المنطقة,فالعراق رغم سقوط النظام منذ 17 عاما إلا انه لا يزال يشهد اعمال عنف ونهب للأموال العامة وبث الفرقة بين مكوناته العرقية وطوائفه ومذاهبه متبعين في ذلك سياسة فرق تسد .
قبل خمسة عقود كانت لدينا نكبة واحدة نحاول ايجاد حل لها,كانت قضيتنا المصيرية,اما اليوم فلدينا العديد من النكبات في كافة بلداننا,يحاول الاعداء تمزيق دولنا التي رسموها لنا,فالتقسيم (الطائفي او العرقي)يتهدد العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر ولاحقا السعودية,ربما يصبح عدد دويلاتنا بعد وقت قريب يناهز عدد الولايات بأمريكا,لكننا حتما لن نكون متحدين,بل يقاتل بعضنا البعض الاخر.الامر لم يدبر بليل,بل يعلمه وللأسف جميع العرب حكاما ومحكومين لكنهم لم يعملوا على محاربته بل فئة منا (العملاء)ساعدت هؤلاء الغزاة على تحقيق مآربهم متناسين او متجاهلين المقولة (شر البشر من ساعدوا الاعداء على تدمير اوطانهم),ان جاز لنا نعتهم بأنهم بشرُ.