نبيل الصوفي يكتب:
أيها الإخوان إنكم لكاذبون.. القعيطي شهيد الحرية
سكنتُ في المخا، بمساعدة نبيل القعيطي، كنت أنام في المعسكرات وأقضي نهاري في الطرقات..
لم أتكيف مع حياة الشكليات، ليست هي خطأ ولا أنا مخطئ، الحياة مذاهب وطرقات، تعدد لا يعني أن هذا صواب وذاك خطأ..
لذا غادرت، وبواسطة نبيل سكنت وتعرَّفت على رفاقي الجدد من أبناء تهامة.
لا أشبهه، هو كان صورة للكمال..
أنتم لا تعرفونه..
ترون ذلك المقدام المبتسم في الصفوف الأولى، ولا تعرفون كم يحمل قلبه من حب وسلام، لكنه يقاتل لقضيته، لا حباً في القتال..
وكان زاهداً، هل بينكم فقير يسلم سيارته لعمل الخير؟
الرجل هذا تبرع بسيارته لأفران عدن الخيرية ضمن جهد مكافحة كورونا.
لم يكن لنبيل مرتب ثابت لا من الإمارات ولا من الانتقالي، هو أحبهما لأنهما يعملان للقضية التي يؤمن بها، وحين غادرت الإمارات عدن، وجاءه عمل جديد لا يحترم قضيته ولا يؤمن حتى بعملها، رفض متعالياً كالعاصفة.
كل رزقه كان من التصوير لجهات مهنية، وتوثيقاً للهلال الأحمر، توقف بتوقف أنشطته.. صور للعربية وفرانس برس وغيرهما.. وفي حالات كان يؤجِّر سيارته ومع هذا ينسي يتابع مستحقاته..
كان الرجل لله ومن أهل الله..
نموت متهمين بالعمالة، هكذا قتلوا عدنان الحمادي، وهكذا قتلوا نبيل القعيطي..
والله يعلم أيها الإخوان إنكم لكاذبون..
منذ لحظة خبر مقتله، وصور حياته التي أعرفها لا تتوقف حركتها في خيالي.
تعصف بي.. حتى أجثو باكياً.
يدرك الشر، كيف يوجع الناس..
وما لنا إلا الله، يجمع شتاتنا إن شاء، أو يكلنا إلى أنفسنا.. حتى يقبلنا عائدين..
يرحمك الله يا نبيل، عزائي فيك أنك مت مقبلاً غير مدبر..
كما يموت كل عظيم..
أما الموت فيلتقط الناس زرافات ووحداناً..
مت جهراً، وبقي قاتلك لئيماً خائفاً مذعوراً رغم كل فوارق الإمكانيات..
يالك من ماهر في الثبات أيها اليافعي العنيد..