مشعل السديري يكتب:

السماجة التي ما بعدها من سماجة

صحيح أن كل شيء من الممكن أن يأتي بالسيف –أي بالقوة- إلاّ المحبة، فهي لا تأتي إلاّ بالكيف، مهما حاولت وبذلت من إمكانياتك المادية والمعنوية، فإنك في النهاية لن تتلقى سوى الرفض والتراب الذي يملأ وجهك.


والحديث عن الحب والزواج حديث ذو شجون، له أول ولا يمكن أن يكون له آخر.


فهناك أميركي طلب يد حبيبته للزواج فكتب على سيارته بالخط العريض عبارة (هل تتزوجينني؟)، ولكن حين رفضت هي طلبه، حاول دهسها بالسيارة ذاتها التي استخدمها لطلب يدها.
وهربت المسكينة والتجأت إلى مرآب للسيارات، ولاحقها هناك وهشم خمس سيارات، ودهس رجلاً ليس له لا في العير ولا النفير، ومن حسن حظ الفتاة أن البوليس تدخل في الوقت المناسب قبل أن تذهب في خبر كان.

ولا أنسى ذلك الروسي العاشق لحبيبته حتى الموت، فرغب في اكتشاف ما إذا كانت تبادله مشاعره، فما كان من أليكسي بيكوف إلاّ أن استعان بمخرج وخبراء ماكياج وكاتب سيناريوهات لإنتاج حادث السير.


وأعطى موعداً لحبيبته إيرينا في المكان الذي مثّل فيه دور الضحية كأنه تعرض لحادث سير مميت، حيث وجدته ممدداً ومضرجاً بدمائه، وحوله مسعفون يعزونها ويطالبونها بالصبر.
وقالت: «عندما أخبرني المسعفون المزعومون أن حبيبي قُتل انهمرت مني الدموع وأغمى عليّ».


المهم أنها عندما أفاقت وشاهدته يضحك بوجهها عرفت أنها تمثيلية، عندها تحولت مشاعرها نحوه (180) درجة من المحبة إلى الكراهية، ورفضت الارتباط به نهائياً، وكأن لسان حالها يقول: إذا كان هذا هو أوله، فينعاف.


أما السماجة التي ما بعدها من سماجة، فهي فكرة تفتقت بها قريحة عروسين، أرادا أن يخففا دمهما بطريقة ثقيلة، فقررا أن يقلدا مشهداً من أفلام الرعب. والحكاية وما فيها أن المدعوين أصيبوا بالذعر والهلع، عندما شاهدوا تورتة العرس، وإذا بها عبارة عن رأسي العروسين مفصولين عن جسديهما وتغطيهما الدماء، ليتضح فيما بعد أنها مجرد فكرة غير طريفة لكعكة الزفاف، واستُخدم فيها نموذجان لرأسيهما، عملهما فنان محترف إلى درجة أن من شاهدهما يكاد يصدق أنهما حقيقيان فعلاً.


ولقيت الكعكة ردود فعل متباينة من الحضور ومن الذين شاهدوا صورها على الإنترنت، حيث رأى بعضهم أنها غير قابلة للأكل، في حين أن من كان معهم أطفال أخرجوهم سريعاً من حفل هذا الزواج المقرف، بل إن أغلب المدعوين غادروا بعد دقائق من حضورهم.