محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
دور الإغتيال في خدمة مشاريع السياسية
تتنوع أساليب العمل وتتطور في تصفية الأشخاص جسدياً ومعنوياً خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأهداف والتطلعات السياسية، وهنا تتداخل الأهداف والغايات السياسية بالدينية وقد تختلط بالأهداف الأمنية والثقافية وغيرها لتشكل بمجموعها دافعاً قوياً لإرتكاب جريمة الإغتيال السياسي وبصورة بشعة.
وفي العقود الأخيرة حدثت أنواع مختلفة من جرائم الإجهاز والتصفية الجسدية "السياسية" من بينها الإغتيالات الصهيونية التي طالت أكثر من (2700) شخصية فلسطينية فاعلة ومؤثرة وهذه العمليات ماتزال موثقة وموجودة في أرشيف الموساد الإسرائيلي.
كما ان عمليات الإغتيال السياسي التي ترتكبها الكثير من سلطات دول أوروبا وأميركا بحق معارضيها وفي أكثر من مكان والتي يستخدم فيها السم او المساحيق السرطانية او الأسلحة الخفيفة والكاتمة او الطائرات من دون طيار او غير ذلك من الوسائل كأدوات للقتل تأتي في معظم الأحيان عندما يفشل المستوى السياسي في تحقيق المآرب والمشاريع والتطلعات فيستعين بالأساليب الإستخباراتية والممارسات الأمنية لإعطاء دفعة قوية لتحقيق هذه الغايات.
في الوطن العربي للأسف تكثر هذه الممارسات الإجرامية التي تصب في خدمة الأهداف والغايات التي عجز عن تحقيقها أهل السياسة ومعظم هذه العمليات تتم بطرق متقنة ومدروسة من حيث إنتقاء الهدف ومتابعته والإنقضاض عليه والتوقيت والأسلحة المستخدمة لإصطياد الضحية وتنفيذ عملية الإغتيال الآثم الذي يتم غالباً بأسلوب بدائي وتقليدي لغرض التمويه ولإسقاط التهمة على الجهات التي تقف وراء إرتكابه.
كما تلعب الدراجة النارية والأسلحة الخفيفة والكاتمة دوراً كبيراً في قتل الضحية والإقتراب من الهدف، ويمكن للجهات الأمنية ان تكشف عن الفاعلين وبسرعة اذا اخلصت النوايا وكانت الجهات الفاعلة هي جهات سياسية محلية، لكن يستبعد الحصول على نتيجة اذا كان الفاعلون او المنفذون لهذا الجرم جهات خارجية لان قد يكون لديها الخبرة الكافية للخلاص وتمييع القضية، وربما يترك الفاعلون إشارات تضليلية لحرف مسار التحقيق في مثل هذه الجرائم التي تتم وفق خطط مدروسة من جميع الجوانب وتنفذ عبر خلايا تتوزع مهامها بين توجيه الأوامر والتخطيط للعملية والمتابعة والرصد ومهمة تنفيذ الجريمة.
وتبرز كثيراً في الدول العربية ظاهرة الإغتيال التي تستهدف إسكات الأصوات الإعلامية والأقلام الحرة ومنابر الفكر التنويري والكلمة، ومعظم هذه العمليات الإجرامية المتمثله بالتصفيات الجسدية يروح ضحية لها المنابر الإشعاعية والتنويرية ومشاعل الفكر من حملة الرأي السديد، فالى متى سيستمر هذا المسلسل الدموي يطال القامات والهامات التي تحمل سلاح القلم والكلمة دون سواه.