ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الحل السياسي.. علكة يلوكها الساسة لإلهاء الشعب

منذ ملتقى غدامس ( 29 سبتمبر 2014)الذي شرعن الانقلابيين على نتائج الانتخابات والأمور تسير نحو الاسوأ,عديد المؤتمرات والملتقيات والصالونات عقدت بمختلف ارجاء المعمورة لإطالة امد الازمة والإتيان على مقدرات الشعب الليبي,هناك برلمانيون وساسة مدمنون على الانخراط فيما يسمى بالحل السياسي الذي اصبح مسلسلا لانهاية له,وهم يدركون جيدا ان لا فائدة ترجى من وراء ذلك,يوهمون الشعب بتحقيق احلامه,والواقع انه مجرد سراب,انهم لا يملكون الشجاعة الكافية لإعلام الشعب بالحقيقة وان تكن مرة وهي ان البلد يرزح ويئن تحت وطأة العملاء والخونة اذناب المستعمر الذين جلبوه وقد وقعوا له صكوك على بياض,بينما يتم تخفيض الرواتب التي لم تعد تفي بمتطلبات الحياة الضرورية.

الامم المتحدة ومجلس الامن دستروا اتفاق الصخيرات فأصبح مقدسا,لا يمكن لأحد مساسه او الاقتراب منه فما بالك بتعديله,حكومة الصخيرات المنصبة تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي تمتثل لمطالبه وتنفذ اجنداته,اما الشعب فليذهب الى الجحيم وقد شرعت الحكومة فعلا في التهيئة لذلك(الجحيم)بقطعها التيار الكهربائي والإمدادات المائية الخاصة بالشراب وانتشار وباء كورونا بشكل يبعث على الرعب رغم تخصيص اكثر (المعلن وما خفي كان اعظم)من نصف مليار دينار لمكافحته,وتمديد حظر التجول الى اجل غير مسمى,رغم ان الدول الاخرى رغم قلة امكانياتها المادية,اخذت تتعافى وتدب فيها الحياة.

الحديث عن حل الميليشيات الارهابية بالمنطقة الغربية ذات الصبغة الايديولوجية والاثنية والمناطقية مجرد ذر للرماد في العيون,فهؤلاء هم المتحكمون في مفاصل الحكم في طرابلس وعلى وفاق تام مع الحكومة (تبادل منفعة),وتصريحات الساسة حول الميليشيات انما هو لكسب الرأي العام الدولي بإمكانية الاصلاح من الداخل لا التغيير,ليظلوا في مراكزهم.ان حكومة (غير قادرة او لا تريد) رفع المعاناة عن المواطن غير جديرة بالبقاء,ويظل السؤال من سيطيح بها؟

خارجيا ارتبطت بعلاقات وثيقة مع الدول الداعمة للإرهاب(قطر وتركيا) وعملائهما في المنطقة,فوقعت معهما اتفاقيات شراكة وتعاون وصلت الى جلب مرتزقة سوريون مصنفون دوليا على انهم ارهابيون على مرماى ومسمع العالم المتحضر المتضمن الذي يعد دول المنطقة بأنها ستعيش في رخاء وامن واستقرار,وقد شاهدنا بعضا من افعالهم الاجرامية لدى سيطرتهم على بعض المناطق,اما داخليا فيبدوان المجتمع قد ملّ الوعود الزائفة والحياة القاسية,لم يعد يكترث بتغيير الوجوه,فالعصابات الاجرامية تتمتع بدعم اقليمي ودولي منقطع النظير لأعمالها ,صارت قبضتها اكثر شدة وترى كل معارض لها وان كان سلميا كتلة من المفخخات وجب تفجيرها في الحال,لذلك فان اقصى امنياته ان يتوفر له الحد الادنى من سبل العيش التي اصبحت شبه معدومة,ولتنعم الميلشيات وأسيادها بثروات المجتمع.

اننا مقبلون على صيف ساخن,يحرق تطلعات البسطاء,الذين صدقوا شعارات التغيير نحو الافضل وان الربيع المزعوم انما هو مسلسل شيطاني عمد الى سفك المزيد من دماء الابرياء فصارت انهارا,وللأسف لم تشف غليل هذه الشراذم الملعونة التي اتى بها المستعمر وفقدت كافة معالم الانسانية,انهم وحوش مفترسة على هيئة بشر ناطقة بالعربية,لتكون اكثر نذالة على مسامع فرائسها.