ندى سالم تكتب:
شتان ما بين وزراء لبنان واليمن .. فهل من معتبر ؟؟
عقب الانفجار الذي حصل في لبنان والذي اودى بحياة الكثير مابين قتلى وجرحى ، رأينا اعضاء الحكومة قد بادروا بتقديم استقالاتهم اعترافا منهم بالتقصير و شعروا انهم لم يكونوا في محل ثقة شعبهم ولا عند مستوى المسؤولية وذلك كنوع من تأنيب الضمير لما حصل في بلادهم جراء مترتبات ذلك الانفجار وما الحقه من تدمير البنية التحتية فضلاً عن الاضرار البشرية .
قدموا استقالاتهم بقناعاتهم وهذا، ليس غريباً فهكذا تتعامل الحكومات في البلدان الاخرى مع شعوبها خجلا و اعترافا بالذنب الذي اقترفوه في حق مواطنيهم .
الاستقالات كانت اعلاناً بانهم لم يكونوا اهلا لتلك المناصب التي تقلدوها في الحكومة .
اما حكومة اليمن السياحية فقد غدت مغتربة كونها في الاساس حكومة المناصب الساعية للحصول على المكاسب و العيش الرغيد لهم ولذويهم في الخارج .
الحكومة والتوابع لها التي ما ان يأتي التعيين لاحدهم الا وجهز نفسه وعياله وحاله ومحتاله للنعيم الذي اعد له كتشريف يلحقه بذاك التعيين ويعم الخير لكافة افراد اسرته .
المتعارف بان الحكومة في اي بلد كان تعيش مع شعبها لانها راعية ومسؤولية عن رعيتها اذ ان المسؤوليات تكليف وليست تشريف وهذا مايجهله الكثيرن.
فالحكومة الحقة تجوع ان جاع شعبها وتعاني ان عانى شعبها وليس انفجار لبنان منكم ببعيد ، اذ ان اعضاء الحكومة في لبنان بادروا بتقديم الاستقالات رغم تزايد بل وكبر حجم المساعدات التي توالت لمساندة شعب لبنان ، اذ لم يفكر اعضاء الحكومة بنسبتهم من تلك المساعدات القادمة من الدول الاخرى ، و لم تفتح الشهية لاولئك الوزراء ليلتهموا ما يتاح لهم منها .
اما اليمن فحدث ولا حرج ، لم نسمع يوما عن وزير قدم استقالته نتيجة تقصير او تفجير او كوراث او اوبئة اودت بحياة الكثير .
بل سنجد البعض منهم يبحث عن نسبة ارباحه من تلك المساعدات و ربما لايصل للمنكوبين سوى عشرها والباقي يذهب في خبر كان .
الملاحظ في محافظاتنا المنكوبة تدهور حال المنكوبين وعلو منزلة المسؤولين وتخمتهم من وراء تلك المساعدات و التي تغدو غنائم للعاملين عليها .
يا جماعة ويا حكومة... شعبكم في ضنك وغلاء معيشة لايطاق الناس اكثرها بالكاد مستورة من اصحاب الدخل المحدود فكيف بالمعدمين و اصحاب قنينات المياة المعدنية الذين يبحثون عن لقمة عيشهم من اكوام وبراميل القمامة وعلى طول الطرقات يمضون يومهم بحثا عن تلك القنينات الفارغة في كل الشوارع و الازقة بالعيش الحلال فهم يعطون دروساً لمن يعتبر .
واعجب كيف يطيب العيش لحكومة شعب مرفهة وهي تدرك انها رفهت على حساب تلك الاسر المعدمة وخدمات شعبها الغائبة . .. الكهرباء بالقطارة والمياة شحيحة وقيمة السلع الغذائية تجاوزت الامكانية في ظل غلاء لم يسبق له مثيل ، فالتعامل مع كل المواطنين اما بالدولار او بالسعودي وكأن الاجور تصرف بالدولار والسعودي .
لاتستغربوا فمن كان عنده ذرة شك فليذهب الى منازل وشقق الايجار في عدن والعيادات الخاصة وووو... .
فالعجب العجاب لما يجري في بلدنا وكم هو الفرق شاسع بيننا وبين الدول الاخرى .
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
ندى سالم