نبيل الصوفي يكتب:

مأرب.. وحروب الحوثي والإخوان

معارك ضارية في مأرب بين القبائل والحوثي، ستكمل الشهرين بدون توقف، واهتمام الرأي العام بها صفر.

كان الناس يقولون هي حروب الحوثي والإخوان.. ما لنا دخل.

أساءت سلطة الإخوان لمأرب وللروح الوطنية، وكملها فساد جيش علي محسن والمقدشي ومن والاهم.. ومارب هي المتضررة.

***

الحديث عن مأرب اليوم مثلما كان الحديث عن صنعاء قبل سقوطها.

نحن بعيد، والمهم أنها بخير، ماهوش سباق من يسقطه الحوثي قبل الثاني..

كل فساد وترهل وعبث يساعد الحوثي لتحقيق أي انتصار هو خنجر يغرز في قلوب اليمنيين.

***

رفض إخوان الشرعية ومؤتمريوها ويساريوها ومثقفوها تشكيل قوى مسلحة تنتمي لمناطقها وعمقها الاجتماعي.. واعتبروها تآمراً إماراتياً على الوحدة الوطنية..

وحين يشد الحوثي حربه تفر جيوش الأكاذيب ولا تجد المنطقة إلا أبناءها يموتون أو ينتصرون.

***

يقاتل المقاتل ضد الحوثي وحيداً مجرداً من أي دعم وطني.. فطوابير الشرعية وحلفاؤها ومنتفعوها والمتزاحمون عليها مشغولون بجبهاتهم الخاصة.

***

"أنا رأيي يبنوا بلك أي كلام ما نباهم يطولوا ما الحوثي حرام ما دخلها ولا هو قدها"..

هذا تعليق ماربي في نقاش مع رشيدة القيلي هي تقول إن مارب عصية على الحوثي، والناس يبنوا مسلح ما حد بيهرب.

صاحب التعليق يتبادل المزاح مع الكاتبة، ولكنه ينبه النازحين المحملين بعبارات وشعارات رنانة، أن للمناطق مجتمعاتها المحلية..

وهذا نسمعه هنا في المخا بنفس الطريقة، تحاول المجتمعات المحلية تنبيه الوافدين أن عليهم إدراك هذه الحقيقة.

ليس في الأمر أي عنصرية، بل هي محاولة لمنع العنصرية التي تتشكل كلما تم محو المجتمع المحلي وغابت مصالحه وسقطت ملامح كينونته..

الهجرات الداخلية بسبب الحروب، قد تكون مدخلاً لبناء مجتمعات محلية جديدة حين يدرك الوافد واجبه تجاه صاحب المكان، فإن لم يدرك فهي إذاً توطين جولات جديدة من القلق والصراعات التي لن تخدم صاحب البلاد ولا النازح إليها..

***

من المصلحة الوطنية أن كل مجتمع هو سيد مكانه، لا يحق له تحويل منطقته ملكاً شخصياً وعنصرياً ضد الآخرين ولا يحق للآخرين إقصاء أبناء المنطقة بدعاوى كلنا يمنيون.

المشاريع السياسية هي تمكين محلي أولاً، وثانياً تعاون لما فيه مصلحة المجموع..

من مصلحة المحارب للحوثي أن تكون تهامة وطنية قوية متماسكة وهي سيدة أرضها وحامية مصالحها، وهذا سيمنع حتى المتسلقين من ادعاء أنهم هم تهامة..

تهامة بطيفها الواسع ووجاهاتها وخطابها ومصالحها..