عبدالله الصاصي يكتب:
يا جنوبي لا ترتاب كلما أغلقوا علينا بابًا فتح الله لنا ألف باب
لا تهنوا ولا ترتابوا أيها الجنوبيون وأنتم شعب لا تركعوا إلا للخالق البارئ الناصر لطالب الحق الخاذل للطغاة العرابدة الماجنين، هذه سنة الله في خلقه، يملي للظالم حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر، ويفسح بعدها للمظلومين ويجعلهم الوارثين، فهذا الصبر والجلد الذي تعودتم عليه يا جنوبيي العزة والشموخ سيأتي بعده الفرج، وهذا ما تعلمنا وعلمناه لبراعم الجنوب (النصر مع الصبر) ، زاد المعاندون في إرهابكم فزادت صلابتكم وقوي عودكم حين تلاحمتم وتشابكت أياديكم حول ثورتكم على من أراد سلب حقوقكم حتى رضخ أمام صمودكم والاستماتة في ميادين الشرف والبطولة، هذه هي الهزيمة التي قصمت ظهره وأصابته في مقتل يترنح لكنه لا يستطيع النهوض أمامكم .
وما ترونه منه اليوم هي بداية النهاية لمشروعه في أرض الجنوب، فكل ما ترونه اليوم من تجييش وتحركات هنا وهناك والمناضلين الجنوبيين يرفعون راية الجنوب فاعلموا أن هزيمة المحتل وأذنابه قربت، وكلهم يدركون ذلك وما هذا إلا مكابرة بلعل وعسى أن تملوا وتذهبوا إلى بيوتكم تاركين الساحات ليعودوا للعبث في جنوبنا الحبيب المنشود المعمد بدماء الشهداء الغالية التي أقسمتم أن تظل ديدنكم حتى الخلاص من براثن المحتل البغيض والبساط ينسحب من تحته يوما بعد يوم يضحي بالبسطاء من المغلوبين على أمرهم وتلك الأشلاء المتناثرة لجثثهم أمام الضربات الموجعة في أبين والضالع وقياداتهم العليا في الفنادق الفارهة يراقبون المشهد عن بعد عبر الشاشات، يأكلون ما لذ وطاب من العيش ويلتحفون بديباج الحرير وجنودهم في الصحاري والجبال تنهش لحومهم الهوام والطيور، ومن سلم منهم لا يستلم راتبه الذي تستحوذ عليه قيادته بعد أن يظل ينتظر ويعيش على الوهم شهورا عدة، هؤلاء هم عرابدة آخر الزمان، ضحك على خفيفي العقول والبصيرة ببطولات وهمية بهواجس كيدية لا تسمن ولا تغني من جوع، في ظل صمودكم أيها الشعب الجنوبي الصابر المكافح لتغيير المعادلة التي بنى عليها وراهن المهوسون من بقايا النظام اليمني الذي انتهى بنهاية علي عبدالله صالح، وهذه الزبانية المتبقية التي لا تخيفكم وأنتم من وقفتم أمام الجنازير والجنود المدججين بالسلاح في عز وعنفوان الحرس الجمهوري والأمن المركزي، اليوم النصر حليفكم في الشقين السياسي والعسكري، أما السياسي فكلمة الانتقالي الحامل والممثل الحصري للجنوب العربي هي العليا والمسموعة في المحافل الإقليمية والدولية، وأما الشق العسكري فالجيش الجنوبي الحديث بتقنياته البشرية وتسليحه أصبح اليوم قوة ضاربة لا يستهان بها بفضل اهتمام القيادة العليا للمجلس الانتقالي ودعم الأشقاء ومساندة الشعب الجنوبي المدرب على استخدام السلاح، فلا ريبة ولا شك يراودكم يا أبناء الجنوب الغيورين على أرضكم غير انتظار ساعة الخلاص القريبة جدا وأنتم تنتقلون من نصر إلى نصر سياسيا وعسكريا.
وما هذه الشرذمة الباقية إلا غثاء كغثاء السيل وستذوب قريبا لأنها مرهونة بأيادي خارجية مغضوب عليها من العالم، وحاملة لمشروع غير مرغوب فيه، وقد تكشفت أوراقه وتم قراءة نواياه الخبيثة التآمرية على الشعوب المتحضرة، وهذه الأبواب التي فتحت لنا أمام العالم لمعرفة قضيتنا العادلة التي حاولت أبواق الشرعية الإخوانية إغلاقها أمامنا حتى تظل قضيتنا حبيسة الأدراج، فأراد الله أن يظهرها وفتح لنا ألف باب نخاطب من خلاله العالم لشرح قضيتنا وفضح فجور الشرعية وتدليسها وتغليب الأمور وحرفها عن نصابها الذي يصب في مصلحة شعب الجنوب العربي، فصبر جميل، وما هذه الجحافل إلا غمة ستنزاح عما قريب ويرفرف العلم الجنوبي على أرض تحمل اسم دولة لها كرسي في جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي الشاغر والمنتظر لكم لتعودوا فاتحين مستبشرين بين الأمم .