عبدالله الصاصي يكتب لـ(اليوم الثامن):
كرم دولة الامارات العربية المتحدة مع الجنوب العربي سيظل العنوان الذي نجله على مر الزمان
للكرم والجودالاماراتي عنوان حفره الجنوبيون على نواصي القلوب والوجدان لانبالغ عندما نجزم ان جينات شعبي الجنوب العربي والامارات تشابهت الى حداً ما وذلك من خلال سلوك افراد المجتمعين في البر والاخلاص عند المواقف العصيبة التي لا تحتمل التاخير في الجود الضافي لحلحلة الازمة وحل المعظلة.
في زمن دولة الجنوب وفي ظل رئاسة السابق علي ناصر محمد حصلت ازمة الكهرباء فلم يرى باباً يطرقه سوى باب الامارات لثقته العالية بفخامة ولي امرها الشيخ زايد الله يرحمه ويطيب ثراه نعم المستجار في ذلك الزمان وبضغطة زر من تلفون الرئيس الجنوبي وموافقة مباشرة في نفس اللحظة من دون تلكؤ ولا مماطلة وخلال ايام وصلت مولدات الكهرباء الى عدن وتم تركيبها وتشغيلها على نفقة الامارات ليعود النور لعاصمة الجنوب عدن.
بعد العام 1994م والسيطرة من قبل جيش الجمهورية العربية اليمنية برئاس علي عبدالله صالح المحتل لارض الجنوب وخروج قياداته الكبيرة والوسطية وكل من خاف على نفسه من الجنوبيين جراء البطش الذي مورس من قبل جنود المحتل لم يجد المنفيون من وطنهم الجنوبي غير الملاذ الآمن عند الشقيق الوفي الشيخ زايد وشعبه المحافظ على سنن الاخلاق الفاضلة الكريمة ،قيم ومبادى تمشي على الارض في مشهد رائع ومطمئن من قبل الاخوة الاماراتيون وهم يستقبلون كل من وصل بحفاوة عالية وكرم اخلاق قلما تجدها في شعب مثل الشعب الاماراتي وهم يفتحون بيوتهم لاخوانهم الجنوبيين واتاحة لهم فرص العمل وحرية الحركة في بلدهم الثاني الامارات.
وفي الغزو الثاني للجنوب عام2015م من قبل الحوثيين الذين ترعرعوا في عهد على عبدالله صالح الذي اتاح لهم فرصة النشوء والتكوين ليصبحوا بعد حين السم القاتل له وزبانيته في مشهد قد لايصدقه احد عندما انقضو عليه وقتلوه وشردوا اهله وتابعيه ،وهكذا كانت نهاية على عفاش على ايدي من رباهم فاذاقوه وبال امره في مشهد مخزي ومهين من نكران الجميل ولكنه الله الذي ساق له هذه النهاية جراء نكرانه للجنوبيين الذين سلموه دولة وارض ساق سليم قائدها لم يكن محنك وحليم.
الغزو الثاني للجنوب الذي قام به الحوثيون مستخدمين ماورثوه من سلاح وعتاد وجيش صنعه علي عفاش لينقلب على صانعه بين عشية وضحاها ليصبح جيش حوثي سيرة وسلوك وهكذا هم الشماليون يبيع ويشتري لاقرب الناس له ناكر للجميل ونخوة الاخوة المستوحاه من الجنوبيين والاماراتيين المحافظين على اصول النخوة والكرامة.
واثناء سيطرة الحوثيين على شمال اليمن واجتياحهم لارض الجنوب بالقوة المهداة من قبل علي عفاش واذنابه من باعة الاوطان وبعد ان وصلت جحافل الجيوش الزيدية الى محطتهم الاخيرة العاصمة الجنوبية والسيطرة عليها بعد قتال عنيف خاضته المقاومة الجنوبية بما اوتيت من قوة لكن الغلبة كانت للحوثيين وذلك لشحة السلاح الذي كان يمتلكه الجنويين.
وفي ظل مناوشات كانت تحدث بين الفينة والاخرى من قبل الثوار من الذين رفضوا الاستكانه والخضوع وبعد ان ضاقت بهم الارض بما رحبت وقلوبهم تختلج وتتارجح بين حمية تغلي لمقارعة المحتل الغازي وبين الانتظار لمن يدلي بدلوة وينتشل الشعب الجنوبي وياخذ بيده لتحرير الارض وفي تلك اللحظات الفارقة من الحياة نطق الشيخ المناظل علي ناصر هادي عليه رحمة الله بكلمته الشهيرة وبلهجته الابينية بما معناه(لو و جد لدينا السلاح لعرفناهم اصول الحرب وقوة جبروتنا) ، ليسمعها الاخوة في العروبة والدم من قيادة الامارات الموصوفون بالكرم الحاتمي الا محدود فتعيد ذكريات من زمن العروبة تحلوا بها في زمنهم وعملوا بها وصية من والدهم الشيخ الزايد الذي اثناء عليهم قبل موته بان لايديروا ضهورهم لمن استجار بهم فتذكروا صوت المراءة التي نادة وامعتصماه لمجرد ان ربط احد الفجار طرف ازارها بطرف الحلة ترتديها على راسها وهي جالسة لاتدري ماعملة لها التافه المجوسي من ورى ضهرها ليرى عورتها عندما تقوم فسمع المعتصم ذلك النداء وحرك الجيوش ليحررها وارضها ويجعل من ذلك الشخص العابث عبداً لتلك المراءة تهينه وتذله صباحاً ومساء ماعاش من حياته حتى مات.
كرم حاتم الطائي ونخوة المعتصم بالله تبخرت من عقول مجمل قادة العرب فطبع الله على قلوبهم يعيشون كالانعام بل هم اضل ، وخلدها وعمل بها قادة الامارات فانعم الله عليهم ورفع منزلتهم واوصلهم الى الفضاء يصولون ويجولون فيه قبل غيرهم من العرب .
وفي اللحضات الحرجة ومرارة العيش من المعاناة لشعب الجنوب الصابر والمحتسب بما تسوق له الايام من الاقدار لا حيله له غير الابتهال الى الله والدعوة الى الجهاد من على المنابر ترافق ذلك مع مقطع الفيديو الذي بثته القنوات وفيه كلمة شيخ المناضلين علي ناصر هادي وصل فحوى الرسالة لمحمد بن زايد حفظه الله ورعاه فسخر كل الامكانيات وسير القوافل صوب مداخل العاصمة عدن البحرية مجهزة بالسلاح والمؤن وبوصول هذا الدعم من دولة الامارات العربية المحافظة على عروبتها وشموخ اصلها برعاية قائدها وربان سفينتها المفداء محمد بن زايد الذي لم يالو جهداً في الاسراع والنجدة التي وصلت شواطئ مدينة البريقة وساحل جولد مور في التواهي ليستلمها اخوة لهم في الجنوب العربي كانوا تواقين لمثل هكذا دعم في وقت هم في اشد العوز لتحريك العجلة من جديد فوزع السلاح على الشباب القادرين على القتال ووصلت الادوية للمشافي وعادة دورات المياة وراتص المقاتلين وتوحدة كلمتهم وبهذا الدعم السخي من الامارات سادة الحياة المدنية والقتالية واصبح الضعيف قوي ومقًدام لايهاب الموت وعنده المفدرة على المواجهة طالما وجعبة الزانة فيها مايكفيه من الرصاص في حالة الاشتباك وهذا ماكان المنقص في همة الشباب قبل ان يفيئ قادة الامارات بما يشرح الصدور ويشد ازر المرابطين على الثغور فتوالت الهجمات المباقته على مواقع العدو واشتد عنفوان الشباب والتحمت الجبهات ببعضها بعد شد الوثاق على العدو ليتم محاصرته وشل حركته والتضييق عليه ومع بداية النصف الاخير من رمضان كانت الايام الاصعب على قوات الغزاة من الحوثيين بعد ان فقدوا السيطرة بفعل الضربات الموجعة التي كانوا يتلقونها تباعاً من قبل من تمرسواعلى القتال وحرب الشوارع بفضل الله ودعم الامارات المتواتر وفي الثالث والعشرون من رمظان توسع القتال ليشمل معظم شوارع وازقة العاصمة عدن وفي اواخر رمظان اطبق الحصار على العدو وسادة حالة من الانكماش والتقهقر فتوسمة جباه الحوثة المعتًدين علامات الهلع والذعر وفي ليلة السادس والعشرون من رمظان تحولت الميلة ناحية الغزاة وارتفعت الاصوات بالتهليل والتكبير وفي الليلة الظلماء وعلى غير العادة خفت رشقات بنادقهم فتيقن الجميع ان ساعة النصر اوشكت وازفت ساعة الخلاص بعد الانسحابات التي يقوم بها العدو خلسة وفي جنح الليل وفي الساعات الاخيرة من عمر الاحتلال توالت الانسحابات واخليت الثكنات العسكرية التي كانت تتمركز فيها قوات الغزو الحوثية في اتجاه منطقة العريش اخر حدود العاصمة شمال شرق عدن وهناك تمركزت لاستكمال الانسحاب الكلي ليلحق بها من لازال مختبئ في احد الجحور وهذه النهاية المخزية والهزيمة النكراء للحوثة والنصر وتحرير مدينة عدن عاصمة الجنوب السابع والعشرون من رمظان 2017م يوم تنفست عدن واهلها الصعداء وهرب الحوثيين باتجاه زنجبار ليحق بهم الثوار ويتم اخراجهم من ابين فيهربو نحو مدينة شقرة الساحلية ويشتبكوا معهم لساعات قليلة وتستمر الملاحقة للحوثيين وتدمير اوكارهم في لودر حتى اوصلوهم راس نقيل ثرة التابع لمكيراس الجنوبية المنطقة الفاصلة بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية.
كل هذه الانجازات التي تحققت على ايدي رجال المقاومة الجنوبية بفضل الله واولاد زايد حفظهم الله ورعاهم بدعمهم ونصرتهم لاخوانهم من الجنوبيين ونحن بدورنا نرفع ايات الشكر والامتنان لدولة الامارات وقائدها الهمام محمد بن زايد ونوجه رسالة عتاب لكل من يسيئ للامارات وشعبها ونقول لكل من لايثمن جهد الاخوة الاماراتيين فيما قدموه ولازالوا مستمرين ليس منا من لا يشكر من له فظل في تحرير الارض الجنوبية وبناء جيشها وتاهيل كادرها وبناء وتاثيث مدارسها هذا الذكر لليسير من مناقب دولة الامارات وعلى كل متشدق ومنكر للدور الاماراتي في اعادة وتطبيع الحياة في الجنوب ان يبلع لسانه ويختشي .