نبيل الصوفي يكتب:
صفقة محسن مع الحوثي وشرعية المنتفعين بنهب الجنوب
كل أكاذيب الدولة والجمهورية والجيش الوطني وصولاً إلى وحدة الصف، تبخَّرت وبقي الماربي بغباره يدافع عن نفسه.
ثلاثة أيام وأنا في نقاش متواصل مع أبناء مأرب..
مأرب تقاتل قتالها الوجودي الدائم ضد سلطة صنعاء الغاشمة، سواءً مَن هي حوثية أو مَن تدعي أنها جمهورية.
***
سأفترض أن الحوثي هو من اختار محسن علي محسن ليبادل به يحيى الديلمي.
الخبر مزعج جداً. أولاً، أنا من الذين قالوا إن الديلمي ليس له علاقة بالحوثي إطلاقاً، واليوم يبادله بأعلى ما معه تجاه علي محسن.
وثانياً، الإفراج رسالة حوثية لقبائل مارب التي تقاتل اليوم على أرضها ومنازلها ضد الحوثي، فيما علي محسن وقادة جيشه مشغولون بالنهب والسرقات والمصالح الأنانية، مضمون الرسالة: علي محسن ما هو حولكم..
سهل، محمد قحطان وشقادف الإخوان.. ذولا بيقولون "اح ولاداخل".. لكن ما تأثير العملية في الجبهات..
كم سيستقطب الحوثي عبر هذا الخبر من شخصيات ماربية؟
***
الشمال الحوثي أصبح بيئة طاردة لكل أشكال الحياة، وسيظل اليمنيون ينزحون إلى الخارج مع كل مصالحهم.
ولو كان في حس وطني فإن الجنوب أولى بكل هذه المصالح، تحت ظل وضمانة دولة جنوبية عاصمتها عدن وحدودها في مارب وفي الحديدة، ترعى مصالح اليمنيين كلهم بما فيها الحرب على الحوثي ومنع الإخوان.
ولكن، للأسف، يعيق كل ذلك، عدة عوامل أولها شرعية المنتفعين الذين نهبوا الجنوب باسم الوحدة، إضافة لاستمرار إيذاء حلفاء 94 لمشاعر الجنوبيين وأوجاعهم وإبقاء الجنوب مشتتاً.
الانتقالي قادر على كسب ثقة الجنوب وإنجاز التحول الوطني لو تُركت له مساحة الحركة مع دعم شمالي لتحالفه مع الإمارات.
الانتقالي مكون من قوى الجنوب الجديدة، كسلفيين وقوى اجتماعية إلى جانب إرث الدولة والمجتمع حزبياً خارج تقاطعات الصراعات ما قبل 1994م.
وهو آخر أمل بمعالجات وطنية تقنع الجنوب وتمنحه مكانته وحقوقه وتثق أنه سيكون عند مستوى المسئولية.
نعم، لا ضمانات في هذا، لكن غيره ليس لديه شيء من كل هذا.
والسياسة في النهاية تجارب بمخاطرها.
***
في كل إعلامه يقدم الحوثي نفسه لليمنيين كمحور.. يفعل ويفعل ويفعل.
وفي إعلامنا، أيضاً، نقدمه كذلك..
في إعلامه يتباهى بنفسه، وفي إعلامنا نشكو منه..
ندور حوله..
نحتاج أطرافاً تقدم نفسها كأنها هي الأصل ومنها الفعل ولديها الرؤية..