نبيل الصوفي يكتب:
لا تهزموا سبتمبر مرة أخرى
قالت 26 سبتمبر لليمنيين:
للمرأة: ستدرسين وتشاركين الحياة العامة ويعترف بك.
قالت للرعوي والعامل: أنت الوطن، وحقك أن تحكم وتتحكم.
قالت للتاجر: حرية التجارة وحداثة خدماتها..
قالت للشاب: ستغادر جلباب الرجعية.
قالت للسيد: أنت أحمق وليس لك أي حق فوق الناس.
قالت للشيخ: توقف عن كونك عكفياً في دولة الكهنوت..
قالت للعائليات والاوليجارشية: لا تعنينا علاقتكم وصحبكم.. سيحكم المواطن بعلمه وكفاءته.
كانت 26 سبتمبر، روحاً انفتحت لليمنيين، فقاتلوا عليها بروحهم ودمهم..
سبتمبر لم تكن سلطة، لن يقاتل أحد لأجل السلطة، هو قد يعمل ما يتوقع عليه مردوداً مباشراً، لكنه لن يقاتل.. سيقاتل الناس لأجلهم هم كمواطنين.. ولعقيدة ما تخالط أرواحهم..
فابحثوا اليوم عما سيقاتل له المواطن، وتمثلوه أنتم أولاً.. وستنتصرون لسبتمبر..
وإلا فلن يسمعكم الناس تحت حكم الحوثي..
في مأرب 5 سنوات يحتفون بسبتمبر، لكنها احتفاءات سلطة بلا مضمون نضالي.. لذا فاليوم ما عاد معهم غير مديريتين.. لم تفعل لهم تلك الاحتفالات شيئاً.
واحتفالات تعز، ما قدرت تجاوز طربال الحوبان، ولا حمت دم عدنان الحمادي، ولا ردت أرضاً أو بيتاً لمظلوم..
لا تهزموا سبتمبر مرة أخرى..
يكفي هزيمتنا جميعاً لها خلال سنوات عدة كانت لم تعد فيها عند الناس سوى حفل لا يحرك فيهم شيئاً، أو إذا تحرك يوماً في السنة يكون مجرد يوم جماعي.. ينتهي بانتهاء يومه.
كأنه، مثلاً، عيد الأضحى، لا أحد سيقاتل لأجل عيد..
السبتمبري، يدرك أن الثورة خسرت من التصالح مع الملكية والإمامة.
ومن تحويل جيش مصر من سند إلى عدو.
ومن تفضيل شيخ قبيلة أو دين على خياط في دبع أو رسام في الحديدة، أو مزارع في حبيش.
ومن تركيز الإمكانيات بيد قيادات تبني لها القصور وترك المواطنين بلا خدمات.
سبتمبر نزاهة والتزام للتغيير..