محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الشهيد "مختار العزي" مسيرة عطاء وبطولات خالدة

"مختار فتحي العزي الحوشبي" أسم سيظل خالد في مخيلة الأحرار، ورمز من رموز الثبات لدى الثوار، ورقماً محورياً في معادلة التحدي والتصدي والصمود والكفاح والنصر.

شهيد يمثل مسيرة تحررية ثورية إستشهاديه، فقد سارع هذا الشبل الذي لم يكمل بعد عقده الثاني من العمر ليكون ضمن طلائع المدافعين عن الأرض والعرض والدين، إذ لم يسعفه صغر سنه ليشهد ملحمة تحرير المسيمير ويكون مشاركاً فيها ليظل متحيناً الفرصة وراجياً اللحظة التي يتمكن فيها من الإلتحاق بركب المجاهدين والثوار الذين هبو لمطاردة جحافل مليشيا الحوثي وعقدوا العزم للتنكيل بها في مختلف الأراض والبقاع، حيث كانت جبهات الساحل الغربي هي المكان الأنسب لهذا البطل الذي حط رحال بندقيته هناك مواجهاً لعناصر هذه المليشيا الباغية ومتصدياً لمشاريعها الطائفية والإجرامية.

أنخرط هذا البطل الحوشبي بركب ثوار الرعيل الأول الذين كان للكثير منهم شرف تحرير مناطق الجنوب ممن واصلوا مشوار الكفاح وملاحقة فلول مليشيا الحوثي الى جبهات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، ليسطر هذا الشبل هناك مع زمرة الأحرار من أبناء الحواشب ملاحم بطولية خالدة ومشهودة مسجلاً خلالها الكثير من الإنجازات والإنتصارات العسكرية ومحققاً برفقة رفقاء القضية والموقف والسلاح بطولات عظيمة لا نظير منذ العام 2017م.

نطوف في هذه العجالة على مسيرة حياة هذا الشهيد الثائر البطل الذي خاض معمعات كبرى ومواجهات عنيفة ضد العدو منتصراً للقيم والمبادئ الوطنية والثورية والدينية، سنحاول قدر المستطاع ان نلخص بإيجاز ونكتب بعضاً من مناقب ومآثر هذا الثائر الشهيد الذي مضى متوشحاً بندقية عزفت ألحان التحرير في كل موقع وميدان للمواجهة.

وبعد أن صال وجال وكتب بدمائه الزكية على ذرات رمال الساحل الغربي لوحة البطولة وخارطة النصر المؤزر ضد شرذمة الكهنوت من عملاء المجوس والروافض مزلزلاً الأرض من تحت أقدامهم ومحطماً عروشهم الشكليه والصورية ومحولاً ساحات الوغأ في الجبلية والمخا وغيرها الى مزاراً لإقتفاء أثر البطولة والشجاعة والإقدام والفداء والتضحية لمن أراد التعلم، فجع الجميع بنبأ رحيله الجائر عن الدنيا يوم الخميس الماضي غرة شهر أكتوبر من هذا العام 2020م، إذ أرتقى هذا الشبل الجسور شهيداً الى مصاف الخالدين، وانطوت بهذا المصاب الأليم صفحة مقاوم بطل، وفقدت بلاد الحواشب شبلاً مناضلاً طالما سطر البطولات وخط حياة الثائرين.

الشهيد البطل "مختار العزي" عاش حياة حافلة بالعطاء والتضحية، وضل شامخاً على نهج أسلافه الشهداء ومتمسكاً وبثبات تام بكل القيم والمبادئ والأعراف الثورية والدينية والإنسانية حتى فاضت روحه وهو في أسمى مراتب البطولة وفي أشجع مواقف الرجال صانعاً للمجد والبطولة ومدافعاً عن حياض الأرض والعرض والدين.