نبيل الصوفي يكتب:

ترامب.. ومصلحة وواجب "الديمقراطية"

ترامب لم يبق أي طرف في العالم دون عراك معه، ليس فقط داخل أمريكا، بل في العالم.

أوروبا.. الصين.. الأمم المتحدة.. وحتى الدول العربية لم يقل رئيس أمريكي فيها ربع ما قاله ترامب.

هو رئيس قد يفوز مرة أخرى ولكن كمان لفترة واحدة، لا يتحمله العالم ولا أمريكا لفترتين.

ترامب حصل على أعلى نسبة مصوتين لمرشح غير فائز، أكثر من رؤساء فازوا.

وهذه الملايين هي تعبير حقيقي في الشارع الأمريكي، يريد مصالحه أولاً.. ولو عادى العالم كله.

وهي مشكلة للعالم كله، وأولهم المؤسسة الأمريكية ذاتها.

ومصلحة وواجب "الديمقراطية" أن تطمن المنشق أنها ليست عدوة له.

النخبة التي استنفرت ضد ترامب، تحركت للشارع، واستفزت مخاوف أعلى رقم انتخابي في تاريخ أمريكا صوت ضد ترامب، وسيبدأ جهدها من يناير، إن وصل بايدن في الأول منه للبيت الأبيض.

إن تعاملت كعدو لمصالح وتوجه ملايين ترامب، فإذاً سيبقى مزاج ترامب هو الحاكم.. لكن الديمقراطيين ليسوا محفزي صراع.

تحتاج أمريكا فترة ديمقراطية بين كل فترتين جمهوريتين، والعكس.

كل فترة تؤدي دوراً مهماً في حياة الدولة الأعظم في أرض الله.

الجمهوريون صداميون، ويلملم الديمقراطيون ما قد يتبعثر بالنزق الجمهوري.

وترامب يمينياً وليس جمهورياً، هو فاز على الجمهوريين أولاً، لم يكن منهم، جاء رئيساً لمنظمة ترامب.

أوباما الذي قاد حملة نائبه السابق، بايدن، كان أحد أسباب فوز ترامب في عهده الأول، فأداء الديمقراطيين في عهده لم ينته إلا والعالم كله يشاهد دولة مندهشة من نفسها، كل كم شهر وقالت: لم نكن نتوقع.. لم نكن نظن.

فجاء ترامب وأعاد تأهيل العالم للقبول بالديمقراطيين مرة أخرى.

عظمة أمريكا في حريتها المطلقة، وهي حرية تعالج الاختلالات ذاتياً، هي صوتت لبايدن لكي تتوقف حدة الاستقطابات، ولذا لن تعيش صراعاً مفتوحاً ضد ملايين ترامب، وإلا كان بايدن ترامب آخر.

هذه الانتخابات أنصع دليل على تفوق حضاري عقلاني يستنفد كل ما لديه في السياسة والتنافس الشعبي.