علي هيثم الغريب يكتب:

هادي قال لنا "ابنوا أرضكم" ونحن نسير خلف مشروعه

نحن في الجنوب لماذا لا نستطيع ان نحكم الا بالصراع والسلاح ونحن من أنقى الناس صدقاً ووداً ووفاءً ؟! ... قتلنا بعضنا البعض جهلًا وظلمًا، وتحت شعارات وطنية، وقتلنا الأبرياء من ابناء الشمال على ارضنا انتقامًا من عفاش ومليشيات الحوثي، وهم مواطنون عاديون، مع اننا نقاتل مع اخواننا الشماليين في مناطق "الحزام الوسط" حتى ميناء الحديدة؟!، بل ونشارك المملكة في حرب الحوثي على حدودها؟! كيف ونحن نمتلك هذه الروح العظيمة لا نستطيع ان نقبل تباينايتنا واختلافاتنا التي نحولها الى خصومات ومذابح؟! ... كيف أقاتل مليشيات الحوثي الى جانب اخواننا من ابناء الحديدة وتعز والبيضاء ومأرب وغيرها ثم اعود الى الجنوب لأقصي اخواني بالقوة والعنف؟! لماذا اقتنعنا بالعمل والبناء خارج وطننا ولم نقتنع ببناء ارضنا الجنوبية؟!؟! ... لماذا نجح آباءنا وأجدادنا بتجارتهم واستثماراتهم خارج وطنهم ولم ينجحوا داخل وطنهم؟! ومازالوا حتى الان يبحثون عن بلد يعيشون وتجارتهم فيه ، تخيلوا معي لو احتضنت قيادات الجنوب اخوانها الذين عاشوا في صنعاء بعد 20 عام من الصراعات(1966-1990)، هل سينتصر عفاش في حربه ضد الجنوب عام 1994؟ ، مستحيل!!، لو سرنا مع مقولة الرئيس هادي بعد انتصارنا على الحوثعفاشية في 7/7/2015"خذوا ارضكم وابنوها" هل كنا اليوم نتقاتل في قرن الكلاسي والشيخ سالم؟!.

علي الوطحي يكتب: عفواً سعادة الوزير علي هيم الغريب "انت شاهد زور"

هذا ببساطة لانه تم تغييب العقل وتغييب ثقافة التعايش وثقافة الراي والراي الاخر ، وتم إخضاع العقل الجنوبي لمقولات ثابته ومسلمات خادعة وشعارات براقة منزوعة من سياقها العقلاني... قسمنا أنفسنا بين الشعارات فدفعنا الثمن غالي .. واليوم هناك من يريد ان نقسم الجنوب بين"الجمل البراقة" والمزايدات والمطاردات كما كان يحصل في الماضي؟! فقط اختلفت المسميات؟! .. لماذا نظل ورقة يلعب بها الجهل والتخلف .. ؟!!! لماذا تنطلي علينا الأكاذيب بسرعة البرق؟! هناك من يريد ان يثبت للإقليم والعالم اننا لا نستطيع ان نقود وطننا؟! .. فهل نقدر وبشجاعة نقول كفى صراعًا؟! هل نستطيع كما قلنا لعفاش والحوثي لا لغزو الجنوب قادرين ان نقول لا للصراع بين الجنوبيين؟!!! ... هل نستطيع ان نعيش بدون رصاص ولا"جعبة عسكرية" كما يعيش جيراننا؟!! .. هل نستطيع ان ننزع السلاح من فوق اكتاف ابناءنا ونسلمهم كتاب وقلم وحقيبة بدلاً من الرصاص والقذائف؟! ..

 

وعليك عزيزي المواطن/ه استذكار نبذة عابرة عن كل جولة في الجنوب منذ 13 يناير العام 1966م وحتى الان ، وكيف انتهت؟! وكيف ندمنا بعد كل جولة وحادثة؟! وكيف فقدنا فيها اشرف وانظف رجالنا وشبابنا وكوادرنا؟! ، سواءً الذين انهزموا في تلك المراحل او الذين انتصروا(الحمل الكاذب وانتفاخ البطن)، ندمنا لاننا فقدنا فيها كوادر كبيرة وكفاءات وطنية؟! ... واليوم تلاحظ عزيزي الجنوبي / ة كيف أن العقل السياسي الجنوبي بني سياسياً بناءً خاطئاً ، وقد تصرف بردات فعل عصبية لا تخلو من عنترية جوفاء وشعارات براقة وخطب عصماء ! ... فلماذا لا نستطيع الاحتفاظ بانتصاراتنا بل وتطويرها؟! لماذا نحول الانتصارات الى هزائم، كما حصل بعد 1967 و 2015؟! ... نحن ناضلنا ضد عفاش سلمياً؟!! واليوم هناك من يريدنا ان نناضل ضد اخواننا الجنوبيين بالعنف؟!!! وتحت مبررات همجية وبالية؟!!!

 

نحن هنا لا ننتقد الماضي بمآسية وجولاته وإيجابياته ولا ننتقد الافراد ، لان أغلبية قيادات تلك المرحلة كانوا يعيشون تحت فكر صراع الأضداد وفقدناهم ؟! فقدنا رجالاً كانوا ابرياء بل واكثر تضحية مننا!!!؟؟؟ واليوم قل أن تجتمع في السياسة الوطنية الجنوبية العطاء الاخلاقي وثبات المواقف الرفيعة. ليس لشح في الضمائر الحية ولكن لتقلب أمزجة ومصالح الافراد وضعفهم التي تخضع احياناً لسياسات عفى عنها الزمن واحياناً اخرى لقلة ثقافة التعايش؟!.

 

اما نحن في الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ، فتاريخنا معروف ، فعندما اجتاح عفاش الجنوب واجهناه بقوة الحراك السلمي؟! وعندما بداءنا الحراك احكمنا قوته بالتسامح والتصالح ؟! وعندما جاء الرئيس هادي الى عدن احتضناه كما احتضنته عدن، وقف معنا ووقفنا معه مستوعبين الواقع الجديد الذي كنا جميعاً شركاء في صنعه ، وهذا هو خطنا الذي لا نحيد عنه .. وكما رسمناه سنسير عليه ..

 

وزير العدل في حكومة التصريف