عبدالله الصاصي يكتب:
اغنية الموت للعرب
بعد أفول للعقل العربي لأكثر من خمسين عام استطاع اليهود بعبقرية محكمة أن تنخر الجسد العربي شاركتهم القيادة العربية في تنفيذ هذه المهمة عندما أقصت مفكري الأمة ولم تصغِ لما يقولون وركبت هذه رأسها لتبحث عن السعادة الوهمية ولم تدرك العواقب الوخيمة على شعوبها، وفي ظل هذه الموجة من التخبط والانحطاط وجدت اسرائيل الباب مفتوحا في ظل هذه الغفلة فالفت ولحنت للفنان التركي والايراني الذي يدعي الإسلام ظاهرا وباطنا يكيد العداء للعرب المغفلين بعد أقتسامهم شق سني تركي وشق شيعي ايراني .
فعزف اليهودي وغنى التركي الايراني ورقص العرب على جثث قتلاهم، هذا الغباء العربي الذي تسبب فيه الأذناب العرب لأنهم ليس زعماء وحرام نطلق عليهم صفة قادة بعد هذه الزلة التي لا تغتفر وستظل الأمة ترزح تحت وطأتها قرن من الزمان بعد تدمير البنية التحتية لمعظم البلدان العربية والشحناء التي خلقتها الصراعات الجهوية والمناطقية جرى رعونة ولاة الأمر التي لم تسارع إلى إخماد الفتنة ووادها قبل انتشارها لتأكل الاخضر واليابس، في ظل فوضى عارمة وقيادة أدمنت في حب المنصب والمال والشهرة حتى أوصلت شعوبها لمرحلة الذل والمهانة، هذه العقول العربية البليدة وفي ظل مخطط صهيوني لإضعاف العرب وافراق دويلاتهم من محتواها رغم هزالتها ،ومع بداية العد التنازلي لهذا المشروع اوحى اليهود لعملائهم اتراك وفرس بالتراشق الإعلامي وإظهار العداوة بينهم بعد إعطاء الضوء الأخضر لهم من صانع الحبكة في تل ابيب وبدأ العرب معركتهم فيما بينهم وتركيا تصرح تارة وايران تارة أخرى وهم بعيدين ولم يحركوا جيوشهم ليصطدموا فيما بينهم ما عدى أشخاص قليلون يريد النظامين التركي والايراني التخلص منهم خارج أراضيه ،ولازالت اسرائيل مستمرة في العزف والتلحين والتطبيل والأتراك والفرس لازالوا مستمرين في أدائهم لأغنيتهم التي لا تنطلي إلا على العقل العربي الفاسد الذي إلى هذه اللحظة يسير في معمعان هذه الكذبة المفضوحة بعد تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن في حرب عبثية سنية شيعية قضت على الشباب ودمرت المؤسسات الانتاجية والخدمية وقضت على اقتصاد العرب بسبب القادة المعاندين لشعوبهم ولو فيهم النخوة العربية الأصيلة لتنازلوا وفتحوا حوارات مباشرة مع شعوبهم من المعارضين في الداخل قبل أن تصل إلى بلدانهم الجماعات المسلحة المتأسلمة ويختلط الحابل بالنابل ويدعوا بعدها بالمظلومية وهم من ساعد على ظهور هذه الجماعات المسلحة بسبب تعنتهم ومماطلتهم باتخاذ القرار المناسب في حينه وقبل أن تتوسع دائرة العنف وتتحول البلد الى زريبة كباش تتناطح فيما بينها لا تدري على ماذا ومن المستفيد، فلو أخذنا اليمن مثال لأننا جزاء منه عندما تسلم أسلحته لجماعة مسلحة في مديرية فقط من مديريات اليمن وعلى مرأى التحالف بقيادة السعودية وطائراتها وعتادها وجيشها وجيش السودان ومصر والإمارات والجيش اليمني وشعبه كل هذا ولا يستطيعون وقف هذه الجماعة على مدى ست سنوات وما تسمى بعاصفة الكذب والخداع والكيل بمكيالين(عاصفة الحزم) مستمرة تضرب في مخازن فج عطان وصحن الجن مرات ومرات والعسيري يصرح والعتيبي يعقد مؤتمر صحفي والحوثي ضارب الأذن الصنجاء ويتوسع يوميا حتى وصل مارب، وبعد أن تحرر الجنوب بفضل رجاله الأوفياء ها هي السعودية ومن على شاكلتها يتغاضوا عن الحوثي ومعركتهم التي قالوا إنها جاءت لإيقاف المد الايراني وقص اذرعه في اليمن اليوم يحولوا المعركة ناحية الأراضي المحررة، عرفتم الأن هذه المهزلة للتحالف التي تقوده المهلكة السعودية هذا الاسم يليق بها بعد هذا العبث الذي تمارسه لسنوات تخللته دماء واشلاء ولا زالت مستمرة في هذه المسرحية ولا تجد من يردعها وهي تعبث بدماء اليمنيين في حوارات ومشاورات واتفاقات حبر على ورق.
طفح الكيل يا عرب ولتعلم المهلكة السعودية ان الجزاء من جنس العمل وسياتي يوما من يعبث بأمنها واستقرارها مثل ما عبثت بأمن واستقرار جيرانها .
ختاما تحياتي لأبطال الجنوب وهم يدافعون عن ارضهم ويقطعوا دابر الغزاة الطامعين ويرسلوا رسالتهم للتحالف والسعودية ان سكوتها وتغافلها عن شرعية الاخوان وهم مستمرين في خروقاتهم للهدنة وتحشيدهم المستمر لن ينالوا من الجنوب واهله وقريبا سيهزم جمعهم ويولوا صاغرين.