عبدالله الصاصي يكتب:
إلى متى وحجتكم بالغة يا أحرار الجنوب العربي؟!
المهادنة والاحترام والتقدير بالغتم فيه، رغم الجور الذي تلقاه شعب الجنوب بسبب هذا التبجيل لمن لم يعرفوا معناه، لقد فسروه على أنه ضعف واستكانة وخضوع، وحاشا لله أن يكون هذا هو الخيار لشعب الجنوب الجبار المعروف بصفاته ومسمياته على مر العصور، ليس منا من يقول: "لا طاقة لنا اليوم بجحافل الجيوش الزيدية" بل نحن من نقول: "نحن هنا وهنا الأرض الجنوبية العصية على كل غاز ومحتل".
والدليل الألوية التي تكالبت علينا من كل حدب وصوب من أرض اليمن الشمالية وعددها (خمسة وعشرون لواء) بكل ما أوتي من المعدات والأسلحة التي بإمكانها احتلال قارة آسيا؛ لكن الضعف والهوان ومن ثم الهلاك في صحراء الطرية والشيخ سالم أمام القوة الجنوبية، رغم قلة العدد والسلاح الذي لا يساوي الربع من حجم السلاح الذي امتلكته قوات الغازين المهرولين نحو عدن، وفي هذه المعركة غير المتكافئة انتصرت المقاومة الجنوبية وتبددت جيوش العتاولة المغرورين، وفي الجانب الآخر جبهة قلعة الصمود الضالع التي لقنتهم الدروس ولا زالت حتى اللحظة تذيق العدو كؤوس العلقم في كل هجمة يشنها وكسرها في حينها من قبل صناديد الضالع الفداء، التي لا تعرف الانكسار، نستلهم من هذا أن الجنوب اليوم أصبح لديه القوة على الأرض للسيطرة، وهذه الرسالة التي يعلمها السياسيون في القيادة، وهم من صنع هذه الجيوش الجنوبية البطلة التي باستطاعتها أن تجوب الأرض طولا وعرضا لا يوقفها أحد لصيانة كل ذرة رمل في الأرض الجنوبية، وهي رهن الإشارة من القيادة، وفي محل انتظار ساعة الصفر للانطلاق والسيطرة الكاملة وبسط النفوذ.
كل ما ذكرت يوحي أن أقدامنا راسخة على الأرض ولن تتزحزح، فيا قادتنا وإجلاءنا وتاج رؤوسنا، إننا نقدر جهودكم التي أبديتموها خلال حواراتكم ومشاوراتكم فقد أبليتم بلاءً حسنًا، ولكن نقول لكم: إن كل دقيقة تبعدنا عن الحسم يسقط خلالها ضحايا ويعطي ثغرات للعدو المتربص بنا، فليكن اليوم قرار الكل - شعبًا وقيادةً - الحسم والسيطرة، وانتظار الحل من الذي سعى في خراب الجنوب وقتل وشرد أبناءه قديما ولا زال يماري في الحلول ويتلكأ في اتخاذ القرار الذي يفضي إلى قيام الدولة الجنوبية بعد وضوح الرؤية واستحالة التعايش مع من ينقض العهود، ومما لا شك فيه أنكم مطالبون بسرعة اتخاذ القرار وعدم الانتظار لأحد، فالقضية جنوبية والقرار جنوبي يقرره وينفذه الجنوبيون الأحرار، وليعلم الجميع أن الاستقلال وفك الارتباط خيار لا رجعة عنه، وما دونه الموت، فحقن الدم هي أولى المهام لمن يريد أن يفهم، والدروس والعبر مما دار من جولات وصولات خرج منها الجنوبي رافع الراية، وهذا بحد ذاته كافٍ للعالم والإقليم وحكومة المناصفة إن لم تعملوا بما يرتضيه شعب الجنوب وإلا فإنه سيتجاوز الكل في الداخل والخارج ويمضي لإكمال مسيرته الثورية التي سن قوانينها وثبت أهدافها ومخرجاتها في عام 2007م والامتثال لأمر هذا الشعب هو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على سير الخطوط الملاحية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ختاما، تحية للشعب الجنوبي صانع القرارين تفويض القيادة والحسم للقضية بفك الارتباط.