حسام عبد الحسين يكتب لـ(اليوم الثامن):
متحف في جسد إمراة
ذهبت الى ذلك المتحف, ماسكة جراحها العميق, تتفجر جمالاً وكبرياء, وتحت نور قدميها نيران لاهبة, وسهام مسمومة, تريد أن تقول أنا في خندق واحد مع الجميع داخل هذا المتحف, تريد حقها الطبيعي في المساواة.
كان المتحف متهرئ جدا, يسير خلف بنود متخلفة, هدفه الجلوس لمدة أطول على جثمان رفيقاتها, يسعى الى ربط خلق جهل التأريخ, يؤسس لأشكال الفقر المدقع, يريدها أن تكون تابعة ومشبعة لرغبات المتحف, لكنها معاندة ثائرة بوجه ذلك المزمع.
بدأت برص الصفوف, وجدت ذلك الخيار ناجياً لها ولرفيقاتها, بيد تصرح ثائرة, ويد أخرى تلملم الجراح, بيد عالنةٌ الرفض, ويد أخرى أيضا تختبأ بين الأزقة, تحمي نفسها من وحشية المتحف.
في لحظة رقصت, وأهتز لجسدها كل متحرك, معلنة أن غالبية جنسها قد رفضوا سياسية المتحف, ما بين رفض مستتر أو سافر, عنيف أو سلمي, واضح أو غامض. بالنتيجة هو رفض ينخر سياسة المتحف ويؤسس الى نسفه.
الجميل فيها هي لا تريد تهديم المتحف رغم قدرتها, لكنها تريد مسك إدارته, تريد أن يكون للجميع خيار في بنائه, هي لا تريد أن تموت أو تؤذي رفيقاتها؛ بل تريد ذلك العالم, عالم المساواة.
وأخيراً؛ كتبت على جدران المتحف: ما بين الأزقة ودخان السجائر ستعتلي الصراخات وتشفى الجراح.