د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الوحدة اليمنية التي ولدت ميتة ّ!ّ!

في مايو (أيار) 1990، أُعلن قيام الجمهورية اليمنية بين كل من الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية رغم اختلاف نظاميهما السياسيين؛ أحدهما دولة قمعية تبنت الماركسية في الجنوب ، والأخرى دولة عسكرية ذات خلفية مذهبية قبلية متخلفة في اليمن تحت مسمى الجمهورية اليمنية إثر توحد دولتين ذاتي سيادة وعضوين في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
اليمن لم يتوحد إلا ثلاث مرات تاريخيا وبالقوة وليس بالتراضي كان آخرها في مايو 1990، و يعتبر من الممالك والمستقلة تاريخيا وعند دخول الإسلام أصبح 3 مخاليف وهذه حقائق لا ينكرها إلا جاحد ولكن إعلام صنعاء والشخصيات القبلية مثل بن الأحمر، يعتبرون اليمن هو الأصل، والجنوب هو الفرع وأن ما حدث هو إعادة توحيد الشطرين، وفق تسميتهم، وليس توحد دولتين في كيان دولة جديدة.!!

- في اتفاقية صنعاء، في 22 أبريل (نيسان) 1990، اتفق الطرفان على إعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو (أيار) 1990، وتشكيل مجلس النواب الموحد، بدمج أعضاء مجلس الشورى للشمال (وعددهم 159 عضواً) مع أعضاء مجلس الشعب الأعلى للجنوب (وعددهم 111 عضواً)، يضاف إليهم 31 عضواً يختارون بقرار من مجلس الرئاسة.

- يقول د. محمد علي السقاف : أن قانون الانتخابات العامة الذي صدر عام 1992 اعتمد تقسيم الدوائر الانتخابية وفق المعيار السكاني. وعليه، خصص للجنوب 56 مقعداً، بدلاً من الرقم السابق (126 مقعداً) الذي نصت عليه الاتفاقية الدولية الموقعة في صنعاء، وبذلك أصبح الجنوب الذي تبلغ مساحته الجغرافية 336 ألف كلم مربع (يعادل ثلثي مساحة اليمن الموحد البالغة 555 ألف كلم مربع)، وينتج ما يقارب 70 في المائة من نفط دولة الوحدة، ممثلاً في مجلس النواب بـ56 مقعداً نيابياً فقط، أي بفارق مقعدين فقط عن المقاعد المخصصة لمحافظة صنعاء وأمانة العاصمة، البالغة حينها 54 مقعدا !!
أدت حرب 1994 إلى إلغاء الوحدة التوافقية بالوسائل العسكرية، واستخدم التشريع كأداة انقلابية لإلغاء الأسس القانونية لدولة الوحدة، وللاستيلاء على ثروات الجنوب، وإلغاء مقومات دولته!!.

- تم حل جيش وقوات أمن الجنوب بعد حرب 1994، بتسريح غالبية القادة وأفراد الأمن، وإحالتهم إلى التقاعد، وكذلك إحالة الآلاف من الموظفين والعاملين في القطاع المدني إلى التقاعد الإجباري!!

- اعتبر الجنوب في حرب 1994 غنيمة حرب ويجسد ذلك قانون 1995 المتعلق بأراضي وعقارات الدولة الذي سمح لرئيس الجمهورية بتوزيع أراضي وعقارات الدولة في الجنوب على أفراد أسرته، وعلى العسكريين والتجار والشيوخ الذين شاركوا في حرب 1994 مكافأة لهم، إضافة إلى توزيع امتيازات نفطية في أراضي الجنوب لعدد من الشخصيات القبلية والعسكرية الشمالية، ولبعض أقارب الرئيس، بما في ذلك شركات الخدمات البترولية التي احتكرت بيد شخصيات غير جنوبية، واستقدمت غالبية العمال فيها من خارج أبناء المحافظات المنتجة للنفط في الجنوب، وفق ما ورد في «تقرير باصرة – وهلال!!
والسؤال الذي طرحه د. السقاف هو:
- هل الوحدة اليمنية لا تزال قائمة أم أنها انتهت وفق وجهة نظر بعض الراديكاليين أم هي في طريقها إلى أفول بريقها، مقارنة باللحظات الأولى من إعلان قيامها؟ ومن هو الطرف أو الأطراف التي لها مصلحة في التمسك باستمراريتها؟ ولماذا تحرص على استمراريتها؟ هل تلبية لرغبة جماهيرية أم حفاظاً على مصالح قلة فئوية من العسكر ومشايخ ونخب سياسية؟!!

- كان من الممكن أخذ نموذج فك الارتباط لدولة تشيكوسلوفاكيا بين التشيك والسلوفاك على سبيل المثال، والتقائهما معاً تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن للجنوب واليمن أن يلتقيا مجدداً كل على حدة في مجلس التعاون الخليجي ؟؟!!.

ولكن المصالح الواسعة والامتيازات الكثيرة التي حصلت عليها القيادات العسكرية والقبلية في الشمال لم ولن تقبل بالتفريط في مصالحها المكتسبة، ليس حباً في الوحدة ودفاعاً عنها وإنما رغبة في الحفاظ على مصالحها.!! .

وقالت الإعلامية السعودية سكينة عبدالله المشيخص:" إن الحرب لم تكن خيار الجنوبيين لكنها عكست العقيدة الجنوبية.
وقالت إن الإعلام الرسمي الخليجي إعلام تقليدي غير متعاطي مع القضية الجنوبية .. مضيفة أنها تعرفت على القضية الجنوبية من خلال الإعلام الحديث والسوشل ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذا من خلال تناول عدد من الكويتيين للقضية الجنوبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصفت المشيخص الوحدة اليمنية باسوا وحدة شهدها العالم ، قائلة إنها وحدة لا يتعدى عمرها 31 عاما وان زوالها لا يترتب عليه أي تبعات على المنطقة علاوة على ما يتعلق بهذه الوحدة من مظالم تجرعها الشعب الجنوبي.
ولفتت إلى أن الجنوب متأخر عشرات السنين بسبب هذه الوحدة .. داعية الجنوبيين إلى الاجتهاد لتقديم قضيتهم إلى العالم بشكل سليم.
واستغربت المشيخص من الهجوم الذي يطالها من قبل ناشطي وصحفيي الشمال .. مرجعة سبب الهجمات الإعلامية عليها لكونها أنصفت قضية الجنوبية.
د.علوي عمر بن فريد