د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

حزب الإصلاح والدور التخريبي في اليمن !!

بقلم د. علوي عمر بن فريد
لعب تنظيم حزب الإصلاح الإرهابي في اليمن دوراً تخريبياً من الخيانة والانتهازية أعاق بشكل كبير ومنذ أكثر من 6 سنوات عملية تحرير شمال البلاد من ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بعدما استطاعت قوات التحالف العربي مسنودةً بالمقاومة الشعبية تحرير وتأمين معظم المناطق الجنوبية والشرقية في غضون أشهر خلال النصف الثاني من العام 2015.
واستغل الإصلاح الإرهابي تواجده السياسي داخل الرئاسة والحكومة في إشاعة الاضطرابات والفوضى في المناطق المحررة خصوصاً محافظات الجنوب لمنع الجنوبيين من إدارة شؤون مناطقهم .
لم يقطع حزب الإصلاح صلته بالجماعات والتنظيمات المتطرفة كـ«القاعدة» و«داعش»، كما قام بفرض سيطرته على مدينتي مأرب وتعز وأسس ميليشيات تابعة له، واحتكر مسمى الجيش على القوات الموالية له فقط.
وعندما اشتعلت مظاهرات " الربيع العربي " قلب إخوان الإصلاح ظهر المجن للرئيس صالح بعدما شاركوه في الحكم في أهم مفاصل الدولة طوال 33 عاما ،
كشركاء في الحكم ومع ذلك كانوا أول الرواد لقيادة الاحتجاجات ضده والمطالبة بإسقاط " النظام " وجر البلاد إلى دوامة الصراع الداخلي!!
وأشارت جريدة الاتحاد الإماراتية إلى تلك التطورات الدراما تيكية المتسارعة وقالت : لا ينسى اليمنيون عندما طلع الجنرال علي محسن الأحمر، أحد أبرز قادة الجيش اليمني وتربطه علاقات وثيقة بتنظيمي «الإخوان» و«القاعدة»، على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية صبيحة 20 مارس 2011، معلناً انشقاقه عن نظام صالح بعد يومين فقط على ما عرف بمجزرة «جمعة الكرامة» التي راح ضحيتها 50 مدنياً، وذلك ضمن مخطط «إخواني» لشق الجيش اليمني وإسقاط صالح تكشفت ملامحه لاحقاً بتستر الأحمر و«حزب الإصلاح» على منفذي الجريمة، وظهرت أركانه جليةً مع محاولة اغتيال صالح داخل المسجد الرئاسي في 3 يونيو العام ذاته.
وبلغت خصومة «الإخوان» لصالح حد الفجور السياسي، فكانت ساحات الاحتجاجات التي يديرها التنظيم الإرهابي بدعم مالي كبير من قطر، أول موطئ قدم للوجود الحوثي في صنعاء ورفع شعارات الموت التابعة للجماعة المتمردة في محافظة صعدة شمال البلاد، في شوارع وأزقة وحواري العاصمة اليمنية.
كما احتضنت ساحات «الإصلاح»، التي كانت تتغنى بالثورة السلمية، عناصر وقيادات في تنظيم «القاعدة» المتطرف، فيما كان الحزب، ومن خلفه الأحمر وتنظيم «الإخوان»، يشن هجمات عنيفة على معسكرات الجيش المرابطة في مديريات طوق صنعاء لإسقاط العاصمة بقوة السلاح!!
وآنذاك، لعب إعلام «الإخوان» بقذارة روجتها قنوات قطر ومن يدور في فلكها، ولم يسلم العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز من هتافات «إخوان اليمن» الذين تحاملوا على دوره ودور المملكة، وبقية دول الخليج، في رعاية واحتضان المبادرة الخليجية أواخر نوفمبر 2011.
رحل صالح وحكم «الإخوان»، فتمددت الجماعات الغوغائية ووصل الحوثيون بسلاحهم إلى صنعاء فكان حزب «الإصلاح» أول الأحزاب السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة مساء الـ21 من سبتمبر 2014.
وكان «الإصلاح» أيضاً آخر الأحزاب اليمنية التي أعلنت تأييدها لحملة التحالف العربي التي انطلقت في 26 مارس 2015 لتحرير اليمن من ميليشيات الحوثي التي كانت على مشارف مدينة عدن في أقصى جنوب البلاد!!
وتبنى تنظيم «الإخوان» مبكراً وعبر آلته الإعلامية الممولة مالياً من قطر وتركيا، محاربة دور الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للمملكة العربية السعودية في الحملة ضد الحوثيين، في محاولة منه لإضعاف هذا الدور الذي انحاز لصف الشعب اليمني ووقف حجر عثرة أمام طموحات التنظيم في السيطرة على المناطق المحررة. فبعد شهور على تحرير مدينة عدن وإقالة محافظها «الإصلاحي» نايف البكري بمرسوم رئاسي يمني مطلع 2016، صدحت الآلة الإعلامية لـ«الإخوان» بالتنكر للدور الإماراتي مع ترويجها اتهامات باطلة وسخيفة بأطماع للإمارات وراء تلبية استغاثة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أطلقها أثناء فراره من القصر الرئاسي في عدن حين اجتاحها الحوثيون.
حاول «الإصلاحيون» آنذاك وبانتهازية الترويج للبكري كقائد لعملية تحرير عدن التي نفذتها قوات عربية، إماراتية على وجه التحديد، بإسناد جوي وبحري من التحالف وشعبي من المقاومة الجنوبية وقد فشل المخطط «الإخواني» فكان أن صب التنظيم جام غضبه على الإمارات والمقاومة الجنوبية التي تنامى نفوذها كسلطة حقيقية على الأرض !!
وفي إنكار للجميل ندد «إخوان اليمن» بجهود الإمارات في تعزيز مظاهر الدولة والأمن في محافظات الجنوب وجزيرة سقطرى، واعتبروا تلك الجهود «احتلالاً»، لكنهم صمتوا عن القوة العسكرية الإماراتية، وبقية التحالف، المرابطة في مأرب، وتحمي منظومتها الصاروخية المدينة الشرقية، التي نزح إليها مئات الآلاف من اليمنيين، من صواريخ ميليشيات الحوثي.

وفي انتهازية أخرى، سارع تنظيم «الإخوان» ودون أي مسوغ دستوري باستثناء مسودة الحوار الوطني، إلى إعلان محافظات مأرب والجوف والبيضاء إقليماً تحكمه «الإصلاحية» التي رفضت الارتباط مالياً بعدن حتى وقت قصير، لكنه عارض بشدة تشكيل قوات أمنية من الأهالي المحليين في المحافظات الجنوبية واعتبرها )مشاريع انفصالية) !!
وفيما نجح الجنوبيون، بدعم من التحالف العربي، في تحرير محافظاتهم وتأمينها من الجماعات المتطرفة والإرهابية، والتقدم حتى مشارف الحديدة، لم يحقق تنظيم «الإخوان» أو «حزب الإصلاح»، عبر ألوية الجيش الموالية لهما وتقدر بالعشرات، أي إنجاز عسكري يذكر منذ أكثر من عام في الجبهات الشمالية والشرقية.وقد أصبحت جبهات القتال التي تقاتل فيها قوات موالية لـ«الإصلاح» مادة للتندر والسخرية بين اليمنيين خاصة جبهتا «نهم وصرواح» القريبتين من صنعاء ولم تحرك القوات ساكناً فيها منذ نهاية 2016 ؟؟!!
وبات التواطؤ «الإخواني» مع الحوثيين جلياً لدى كثير من اليمنيين، فعندما أعلن الرئيس الراحل علي صالح، من داخل منزله بصنعاء، انتفاضة شعبية ضد الميليشيات الإيرانية في الثاني من ديسمبر 2017 اتجهت أنظار الشعب اليمني إلى «صرواح ونهم» بانتظار خروج 7 ألوية من الجيش أمر هادي بتحركها وروج إعلام «الإخوان» لوصولها إلى العاصمة خلال 24 ساعة، إلا أن صالح قُتل وحيداً ليحتفي ويشمت «الإصلاحيون» بمصرع «المخلوع».!!
ومن مظاهر التحالف غير المعلن بين «الإصلاحيين» والحوثيين، توقف القتال بشكل كامل في جبهات صعدة والجوف والبيضاء وحجة مع احتدام المعركة على مشارف الحديدة، وهو ما سمح للحوثيين بسحب أعداد كبيرة من المقاتلين وإرسالهم إلى الساحل الغربي للتصدي للقوات اليمنية المدعومة من الإمارات التي كانت قد اقتحمت مطار الحديدة وتموضعت في الشمال الشرقي على بعد 4 كيلومترات من الميناء ..ولم يقتصر فساد «الإخوان» داخل الحكومة اليمنية على الملف العسكري فقط بل فاحت روائحه حكومياً مع توالي التقارير التي تتحدث عن تعيينات لا حصر لها في المناصب الحكومية والدبلوماسية في وقت يقضي بضرورة تشكيل حكومة مصغرة لإدارة الحرب والمناطق المحررة. ومن أوجه هذا الفساد الحكومي «الإخواني»، تعيين نائب ومستشارين وأكثر من 10 وكلاء غالبيتهم من «حزب الإصلاح» لوزير الإعلام اليمني الذي بات نشاطه مقتصراً على التغريد في تويتر. وجميع رواتب هؤلاء المسئولين بالدولار وتتفاوت بين 5 و8 آلاف دولار شهرياً، بحسب مراقبين وناشطين يمنيين!!
ومؤخراً، كشفت حملة شعبية مناهضة للفساد عن تعيينات لعشرات من أبناء وأقارب المسئولين في الحكومة اليمنية في مناصب دبلوماسية ودون أي مؤهلات قانونية. ومعظمهم أقارب وزراء حاليين وسابقين ومسئولين عسكريين من أعضاء حزب الإصلاح الإرهابي وفي الختام نقول : هذه حقيقة حزب الإصلاح سلسلة طويلة من الخيانات والتحالفات المشبوهة والممولة فلا وزن لديهم للكرامة والوطنية ويبدلون مواقفهم حسب سعر الصرف والعملات ويبيعون كل شيء وماتت ضمائرهم وسقطت كرامتهم وصدق فيهم قول الإمام الشافعي :
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات
د. علوي عمر بن فريد