أسامة الشرمي يكتب:

عن إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث

عبارتان مثلت  صدمة لليمنيين في إحاطة جريفثش والتي ألقاها يوم أمس الخميس 14 يناير 2021 لدى مجلس الأمن، الأولى قال فيها  "أنني أشعر بالقلق جراء قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف انصار الله منظمة ارهابية اجنبية.. على أي حال يمكنكم أن تتأكدوا من التزامي العمل مع جميع الأطراف بما في ذلك انصار الله" ، العبارة الثانية " أن هذا القرار سيساهم في إحداث مجاعة في اليمن ويجب التراجع عنه لأسباب إنسانية في اقرب فرصة ممكنة"، ويكأن من يتحدث أحد قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية لا موظف أممي.
 
اللافت أكثر من العبارات بحد ذاتها أصرار المبعوث على تقديم هدايا أكثر فأكثر للمليشيا الإرهابية، على حساب السلام، والأزمة الانسانية، التي ألمت باليمن بسبب ارهاب الحوثيين ، وعلى الرغم من أن الدبلوماسية لا تمنع التنازلات وتقديم بعض الهدايا لجميع الأطراف إلا أنه في حالتنا هذه لم يكن في جعبة المفاوض أياً من أدوات الضغط والترهيب ، وهذا ما يجعل تقديم الهدايا عبث ويتسبب بالفشل في مساعي السلام التي يبذلها المبعوث الأممي بين الحكومة و المليشيات.
 
من زاوية أخرى إذا كانت الأمم المتحدة تتحدث عن أكبر مأساة أنسانية في اليمن ، والمبعوث في نفس الإحاطة تحدث عن أكبر عملية استهداف طالت الدولة اليمنية بعد أسقاط العاصمة صنعاء المتمثلة في الهجوم الصاروخي على مطار عدن ومحاولة أغتيال كامل حكومة الكفاءات المنبثقة عن أتفاق الرياض، هذا قبل تصنيف الحوثيين كجماعة أرهابية ، إذاً مالذي سيتغير بعد أدراجها في قوائم الأرهاب؟ بالتأكيد لاشيء ، بينما إذا تراجعت الإدارة الأمريكية عن قرارها نزولاً عند رغبة جريفثش فهذا يعني انتصار المليشيا ليس على اليمنيين فحسب بل على المجتمع الدولي برمته ، الأمر الذي سيفتح شهيتها لمزيد من المكاسب الدبلوماسية ولن تقدم المليشيا لمارتن أي شيء في المقابل إلا السماح له بدخول صنعاء والالتقاء بقيادات هامشية كمهدي المشاط ومحمد علي الحوثي لا تملك من قرار الحرب شيء ، ولن تنتهي المأساة الأنسانية ولن تتوقف الهجمات البالستية على اليمنيين فمالذي جنيناه حينها..
 
ووفقاً للإستراتيجية التي ينتهجها المبعوث الأممي فعلى الحكومة اليمنية أن تقابله بخطاب تصعيدي ، يتواكب مع مطالب الشارع اليمني بقطع التعامل مع جريفثش وتنحيته، وبإستثناء التغريدات الصادرة مؤخراً عن مستشار رئيس الجمهورية عبدالملك المخلافي في بعض تغريداته على تويتر عقب إحاطة المبعوث فإن الخطاب الرسمي لا يرتقي لحجم العبث الذي يمارس من قبل مبعوثية الأمم المتحدة.
 
وهنا لا ننسى التذكير أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي بايدن من مليشيا الحوثي لن يختلف عن موقف إدارة أوباما التي كانت متسامحة مع المليشيات بل ومنحتها الغطاء أو لنقل الضوء الأخضر لإسقاط الدول والتي كان من بينها مليشيا الحوثي في مسيرة اسقاطها للدولة اليمنية. لذا فالحكومة والنخب اليمنية مطالبة بتصدير خطاب أكثر قوة وممانعة لفكرة التعايش مع مليشيا الحوثي كونها جماعة أرهابية ، وذلك ليعلم المبعوث الأممي أو أياً من ساكني البيت الأبيض إن التساهل مع الحوثي وتقديم الهدايا المجانية له سيُواجه بصرامة من قبل الحكومة التي لن تشارك في تدليل من يقتل اليمنيين.