أحمد الربيزي يكتب:

إمارة “تعز” خلف طربال السيد

(إخوان اليمن) يحكموا شارع أو شارعين أو أكثر في مدينة تعز ولديهم بعض جبال في حدود مساحتها الصغيرة، فيما شوارع أخرى في المدينة تحكمها مجموعات بلطجية من أمثال غزوان وشلته، والبقية الباقية من أحياء المدينة وأخري تقع ما وراء حدود (الطربال) تسيطر عليها مليشيات الحوثي، او كما يصفونه هناك حدود (طربال السيد).

هذا الشوارع التي يسيطر عليه (إخوان اليمن) عملوا منها إمارة إخونجية دولية، يحاربوا من داخلها الجميع، ومنها يمارسوا سياسة إخوانجية لا تعترف بحدود العالم كله، الاّ حد (طربال السيد) الذي يفصل فيما بين مليشياتهم الإرهابية، ومليشيات الحوثي الانقلابية، والذي يقع في أطراف شوارعهم او إحيائهم في مدينة تعز، لم يستطيعوا تجاوزه على الرغم انهم يقفزون الى ما وراه، وبالمرة لم يتحدثوا عنه لا سلميا في حروبهم الإعلامية، ولا حربيا، في رصاصاتهم وقذائفهم الموجهة جنوباً.

في إمارة (الحالمة) الإخونجية التي يحدها من الغرب طربال السيد في طرف الشارع، ومن الشمال نقطة الشيخ عبدو في حوض الإشراف، ومن الجنوب، لواء السلفيين، تصوروا في هذه الإمارة العظمي يخرجون كل يوم جمعة في تظاهرات للمطالبة بإقالة محافظ عدن، او لتأييد محافظ شبوة، او للتنديد بسياسة هذه الدولة العربية، او تأييدا لموقف تلك، متخطين وقافزين فووق الطربال، وعاملين زحمة على بعضهم، ومحافظ تعز يوم يؤيدونه ويوم آخر يصدرون بيان ضده، ولم تتعدا هذه التظاهرة الشاطحة الناطحة قطعة بلاستيك زرقاء يتواجد خلفها (عكفي) حوثي لا يتجاوز عمره ١٦سنة.

ومن قصره العاجي هناك يصدر المنظّر الاستراتيجي الإخونجي “العديني” كل يوم بيان ليوجهه بحسب المستجدات، يوم يرشخ به “سلطان البركاني” ويوم يهاجم فيه “القربى” ويوم يعلن التضامن مع تركيا، ويوم آخر مع فلسطين، ويوم يطالب فيه بإعادة ترسيم حدود (الطربال) مع السيد، ويطالبهم بالسماح للمقوتي (هزاع شمسان) بالمرور من نقطة ماوية لان قات صبر ماعاد يكفي جنوده، وفيما الحوثي من خلف الحد البلاستيكي (الطربال) يرسل صواريخه وطائراته ومسيراته الى عدن والى المدن السعودية، يرقد قصر “الإخونجي العديني” وشلة الإصلاح في تعز في أمن وأمان من (السيد)، على الرغم ان عكفي النقطة الحوثية في طرف الشارع كفيل بان يوجه بندقيته (الجرمل) ليعفر بهم دون الحاجة إلى أحداثيات مرسومة.

هذه الإمارة الإخونجية في تعز وشوارعها المعدودة تتلقى دعمها من أطراف عدة، وتحاول تعمل زوبعات هنا وهناك لإستمرار الدعم المزدوج، ولديها وسائل حرب غريبة جداً الى درجة ان حتى موسوعة جينس لم تستطيع استيعابها، فقد هزمت الحوثي في أحدى المعارك بالطبول، وهي طريقة لم يسبقهم اليها جيش في العالم، ومرة بالمزامير، ومرات أخرى بمسحوق البسابيس، ومرات كثيرة بنعيق الحمير، المهم انها تنتصر هنا وهناك ولكنها لم تستطع ان تتجاوز (طربال السيد) في طرف الشارع المقابل.
.. و ودمتم بخير

أحمد الربيزي