التنظيم الدولي للإخوان والمسلمين وأزمة الخليج
بالنسبة لي أزمة الخليج واضحة وضوح الشمس بأنها أزمة أنظمة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وواجهته الواضحة لي أيضاً دولة قطر، في الحقيقة وللتاريخ ليس صحيحاً أن قناة الجزيرة ودولة قطر والإخوان هم وراء الربيع العربي ، فالربيع العربي أشعله الكبت والفساد وحرمان الشعوب العربية حتى من التنفس وسوء أستغلال الثروات وتفشي البطالة وسوء مخرجات التعليم ، وقد أورد ذلك تقرير التنمية في عام 2007م وتوقع بأن أستمرار هذه الخلطة العجيبة من تلك الظروف حتما ستكون نتيجتها الأنفجار خصوصاً وأن تداعيات تساقط جمهوريات الأتحاد السوفيتي كانت لازالت تلقي بظلالها على المنطقة ، وأذكر بأني ذكرت بأحد مقالاتي بأن زلزال الاتحاد السوفيتي توقفت تداعياته على الحدود التركية وحتما سيصل لمنطقتنا.
مع صفعة المرحوم البوعزيزي شهيد الكرامة العربية أنفجر الوضع ، البوعزيزي لم يفجر الوضع وإنما كل ماقام به أنه وضع رأس الدبوس على الوضع وأنفجر من ذاته كنتيجة حتمية للأحتقان المتواصل ، هنا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبأعترافهم لم يكونوا جزء من ذلك الأنفجار ، لابل هم ركبوا موجته بعد حادثة البوعزيزي بأكثر من شهر فحادثة البوعزيزي حصلت في 17ديسمبر 2010م بينما دخل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ساحة الربيع العربي في 28 يناير 2011م .
الشاهد في هذا الأمر مايحصل الأن هو أن قطر مثلت الحاضنة الرئيسية للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين وتركيا أيضاً التي سارعت لأرسال قوات مسلحة لحماية قطر من أي أعتداء مُحتمل وعيون أوردوغان على مكة فتركيا لم تأتي بجنودها للمنطقة بهذه السرعة للتنزه ودخول إيران على الخط يؤكد تطابق الأيدلوجية الدينية بين الدول الثلاث تركيا وقطر وإيران وأن كان هناك من يرى بأن دخول إيران على خط أزمة الخليج ماهو إلا نكاية بالسعودية وأنا اختلف معه بذلك.
المعركة الحقيقية هي بين الدول 3+1 وبين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين فكل طرف يستخدم الأدوات المتاحة له للأنتصار على الأخر ، وبما أن تنظيم الإخوان يقف وراءهم وداعم لهم ثلاث دول كبيرة ووقع مع الأمريكان أتفاقية مكافحة الأرهاب عبر قطر كممثل شرعي لهم ، فأن أزمة الخليج كما سبق وأن قلت ذلك في إحدى الفضائيات منذ بدايتها بأنها أزمة ستصل لطريق مسدود ولازال مسدود وليس هناك بالأفق ما يُنبأ بالوصول لحل لأن أصل الأزمة هو صراع على سلطة، والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين يطمح للوصول للسلطة لأعادة الخلافة الاسلامية وهذا لن يحصل بكل تاكيد لا في الحاضر ولا في المستقبل المنظور لذلك ستراوح أزمة الخليج مكانها سنوات أن لم يكن عقود إذ لم يتفق الطرفان على حل ، والمؤكد بأن اي حل سيكون على حساب الشعوب وتذكروا ذلك جيداً.
أنور الرشيد