محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):

محمد علي الحوشبي... عميد المقاومة وحارس بوابة الثورة في الجنوب

لم يكن الحاج "محمد علي الحوشبي، حفظه الله تعالى وعز قدره، اسماً حركياً للشهيد الجنوبي الحي أمراً اعتباطياً، فهذا المناضل الجسور الذي تفجرت بداخله براكين الثورة لتتحول الى جحيم يلتهم الغزاة الحوثيين صيف 2015م وحلفائهم كان تجسيداً حقيقياً لذلك الفارس المغوار والفدائي الذي يحمل هم الوطن والدين ليبقى الى يومنا هذا تحت هذا اللواء يحرس بوابات المقاومة الجنوبية الباسلة.

هذا القائد المؤسس للحركة الثورية في بلاد الحواشب وفي الجنوب لم ينتقي من ينخرط في سفينة المقاومة عند تأسيسه لها لمجابهة الغازي والمحتل في ذلك الوقت لأن المقاومة في نظره ليست أداةً للفتنة بل للتحرير فكان الجميع ينضم الى هذا الركب الثوري المتوهج تحت قيادة الثائر الهمام محمد علي الحوشبي الذي يعرف بدماثة أخلاقه وإلتزامه وتواضعه الجم، انه القائد الإستثنائي في المرحلة العصيبة الذي ظل ومازال يرفض أن تسجل العمليات الناجحة والإنتصارات المشهودة بأسمه رغم أنه صانعها ومحققها والكابوس الذي يقض مضاجع العدو ويسبب له الذعر والإزعاج الدائم في كل موقع وموضع وجبهة وساحة وميدان.

ستبقى أفعال وأقوال القائد "محمد علي الحوشبي" يحميه ربنا من كل شر او مكروه، خالدة ومخلدة أبد الدهر في بطون الكتب وتتردد على كل لسان مدى الأزمان، كما ستظل بطولاته وتضحياته ومآثره محفورةً في صوان التأريخ وأرض المقاومة ويتردد صداها من جبال الحواشب الشماء الى جبل شمسان لتسمع كل جنوبي غيور وثائر من أطراف المهرة الى سواحل المندب.

خلال ستة أعوام من عمر الثورة الجنوبية المباركة، لعب القائد "أبو خطاب" حفظه الله ورعاه، أدواراً قيادية حاسمة في ساحات المعارك وميادين المقاومة الجنوبية، وطوال هذه المدة أظهر هذا القائد والمناضل الجسور نموذجية في الأداء وعبقرية في التكتيك وفلسفة متفردة في تنفيذ المهام الوطنية والثورية الصعبة والمستحيلة، حيث كان هو القائد الذي يبدع في رسم الإستراتيجيات ويصيغ معادلات الحرب بروح وثابة والفارس الذي لا يغلب في رسم ملامح الإنتصار وملاحم الإنجاز، انه القائد الذي بلغ نضجه وزهده وورعه مبلغاً لا يصل اليه إلا عمالقة هذا الكون وعظماء هذه الأمة، فعلاً انه قائد ملهم قد وضع نصب عينيه قضية وطن وناضل لأجلها فحواها الفداء والتضحية والذود في سبيل الأرض والعرض والدين.

في العام 2015م، خرج القائد "محمد علي الحوشبي" ملبياً داعي الحق ومجيياً لنداء الوطن حاملاً سلاحه للدفاع عن حياض الأرض ومجابهة العدو الحوثي البربري الغاشم والمتغطرس الذي اجتاح حينها عاصمة الجنوب، في ذلك الحين أنبرى هذا الفدائي المغوار للتصدي لجحافل الغزاة وعصاباتهم الباغية المدججة بترسانة من أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمتفاخرة بالإمكانيات والخبرات والجهوزية والإستعداد الواسع، في هذا الوقت الحساس الذي تخاذل وتقاعس وارتعد خوفاً وفزعاً فيه الكثير من الناس كان إبن الحاج علي احمد مانع عند المستوى وفي الموعد مجسداً أعظم مواقف الشجاعة والرجولة والبطولة ومجابهاً العدو بسلاحه الشخصي بمعية نخبة من الرجال الشرفاء والأوفياء، ليسطر بذلك أروع ملاحم البطولة والفداء ويحرز إنتصارات وصفت بالمعجزات في عصرنا الراهن مقارنة بقدرات ومقدرات وعدة وعتاد العدو الحوثي المهيمن على سلاح وامكانيات الدولة اليمنية.

القائد "محمد علي الحوشبي" طيب الله ذكره وأعلى قدره، يعد أكاديمية عسكرية وأمنية ودينية وثقافية وإجتماعية تتجمع فيها كل الموسوعات، انه روح مفعمة بالإيمان والأخلاق والعدل والإنصاف، أستاذ في الوفاء والتضحية وتقع الصداقة والإخوة في صدارة منظومة القيم التي يتحلى بها، هو قائد شجاع وإستثنائي وروح مبادرة وخلاقة تتسم بالمرؤوة والنخوة وتتمتع بالشهامة والرجولة، شخصية نضالية وثورية من الطراز الأول والنوع الفريد والرفيع تلتقي فيها كل الأخلاقيات الحسنة والقيم النبيلة والمبادئ الإنسانية وتتجمع فيها الصفات الحميدة والسمات الفاضلة، قائد تجذبه طيبته وبساطته الفطرية وحيائه المتعاظم للعيش بين الفقراء والمعدمين والمساكين، فهؤلاء هم من يفتخر بالعيش بين اوساطهم ويفخر بالإنتساب اليهم بعيداً عن بهرجات ومظاهر الغرور التي تستهوي الكثير ممن يسمون أنفسهم قادة في هذا الزمن وهم في الحقيقة مصابون بداء وعقدة النقص وانفصام في الشخصية فنراهم يلهثون وراء هذه المظاهر البراقة، القائد "أبو خطاب" هو الوحيد الذي يجب ان يكون محل فخر واعتزاز لدى كافة ابناء شعب الجنوب المناضل العظيم.