مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
خساسة الحنشان في العمل
خريب ،اعاقة ، تهميش ، اقصاء ، خسة ، إذا تصرف المسؤول بهذه الطريقة تجاهك ، فماذا يعني ذلك؟ هل هو مجرد شرير سيئ السمعة؟ أم مريض نفسي ؟ أو ربما هناك أسباب أعمق وراء سلوكه؟ بالطبع السلوك الاعمق يكون ناتج في الغالب عن نوايا وتربية سيئة ، او دور تخريبي خبيث مغلف باحترام و حشمة زائفة ، لكن خلف واجهة الحشمة والابتسامة ، كراهية مخفية .
البعض يتعامل من منصبة كمسؤول في وظيفة الدولة بكل لؤم ويصنف الموظفين حسب مزاجه وخوفه الشخصي منهم ومن مستويات خبراتهم وعلومهم وشهاداتهم ، وبهذا التعامل المريض يعكس هؤلاء البعض ضعف واضح في النضج النفسي والسلوكي والمعرفي ، كما هو الحال في جميع ظواهر الحياة الأخرى ، حيث تختلف درجة وقاحة السلوك من شخص لآخر وتستخدم السلوكيات العدوانية بانتظام كوسيلة للبقاء ، وبناء العلاقات والتفاعل مع الناس.
العديد من الأشخاص الانتهازيين من مخلفات الإدارات السابقة وصلوا الى كراسي المسؤولية عبر التسلق الوظيفي والفهلوة والمحسوبية و كتابة التقارير عن زملائهم ، ولازال البعض من هؤلاء يخفي الحنين لماضي الاستبداد الجاهل المتصل بالعقلية الامنية والقبلية ، ولازال هناك من يظن ان فرد عضلات القبيلة والامن اقوى من صوت الحرية والحق والتنمية والتطور واعلى من الجدارة ، التي هي الأساس في اختيار الموظفين لشغل الوظيفة العامة ، من اجل ان لا تسيطر مجموعة دون أخرى على المؤسسات العامة إداريا أو ماليا أو فنيا.
إن المسؤول إذا كان نسخه مكررة من سابقتها الفاسدة الدنيئة ، فمن المستبعد أن يفكر بطرق إبداعية وخلاقة ، فهو لن يبني ولن يطور وعنصر خطر لن يجمع من حوله سوى اصحاب العقليات القريبة من افكاره وسلوكه السلبي والعنصري الفاسد ، وهي دعوة للتوجه للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بسؤال متى نرى ممثلي الهيئة يطلقون مبادرات لمنع تتكرر النسخ الفاسدة في اماكن العمل وتنقية وظائف الدولة من هذه الاشكال المدمرة والخطرة ؟ ومتى الدولة تنتبه لتلك النسخ وللعلاقات الفاسدة ، التي اصبحت تهدد الامن القومي من خلال" الوظيفة " في المناطق المحررة.