ناصر المشارع يكتب:
المجلس الانتقالي الجنوبي امام خيارات صعبة خلال الأيام القادمة
نتابع تطورات خطيرة تشهدها الساحة الجنوبية بعد تشكيل الحكومة المنبثقة عن إتفاق الرياض وبروز أصوات لابأس بها تساوي الانتقالي بالشرعية و بذات المسئولية فيما آلت اليه الاوضاع من تدهور بعد شهرين أو أكثر من الشراكة، وللعلم ان تلك الاصوات تجدها من انصار الانتقالي وصلت بعضها الى القوات الامنية والعسكرية و في هذا خطورة كبيرة جدا.
وحتى نكون واقعيين نجد أن النسبة الأغلب مع تلك المساواة مع أن المشكلة متجذرة ومتراكمة لسنوات أن لم تكن عقود من الزمن، ووجود وزراء الانتقالي خلال فترة الشراكة ربما لم تمكن البعض منهم الاطلاع على الهيكل الوظيفي لوزارته...
ولكن حقيقة أقول من يتحمل هذه النتيجة هو الانتقالي والاعلام التابع والمحسوب على المجلس
#أولا :
لأن قيادة الانتقالي تهتم بالشكليات وحب الظهور وتقديم نفسها كسلطة متمكنة من المؤسسات نلاحظ ذلك في تكثيف الزيارات والاجتماعات والنزولات الى المؤسسات كما لو انهم الحكام الفعليين، وبما أن كل قيادي لديه صحفي او مطبل بالأصح يغطي كل تلك التحركات بتباهي مبالغ فيه دون الاخذ بعين الاعتبار بمؤسسات يتحكم بها لوبي ونظام عميق يحتاج إلى عملية جراحية بالغة التعقيد ووقت أطول مما نتوقع لأعادة تصويب المسار و بإمكانيات أدارية ومادية ليست بالسهلة.
#ثانيا :
الجمهور المتلقي والمتعطش لطي صفحة ماضي أثّر على نفسيات أجيال الجنوب وجعل منها نفسيات عاطفية لاتؤمن ببعد النظر و التخطيط الاستراتيجي وساعد على تحييد الافكار البناءة جانبا ليتسيد المشهد ثقافة النزق والارتجال في اتخاذ المواقف ولذلك الامر ردات فعل تنعكس سلبا على تمكين المجلس من العمل على ترتيب الاوضاع والتشبيك مع الاقليم والعالم بعمق من خلال التعاطي مع المتغيرات الدولية في المنطقة وهذا للأسف ان استمر سيكون الانتقالي امام خيارات صعبة قد تضعه في عنق الزجاجة بين شارع متحمس تتحكم به العواطف و محيط إقليمي يرتب أوراقه ونفوذه مستقبلا بمايتلائم مع مصالحه.. ولتجاوز ذلك يفترض علينا تفعيل الدوائر في المديريات والمحافظات والهيئات العليا بتناسق سياسي واعلامي مسئول يضع الشعب امام الجديد من فرص متاحة له وصعوبات تعترض مسار مشروعه وماهو الممكن وغير الممكن وموقعنا في دهاليز لعبة الكبار.
و بالوقوف الى مؤشرات بداية موجة الاحتجاجات تسعى بعض القوى معتمدة على ماذكرناه سلفا لخلط الاوراق وقلب الطاولة على الانتقالي للتهيئة لظهور قوة شعبية جديدة تحول الانتقالي الى مكون ضعيف مثله مثل كيانات جنوبية معروفة تجاوزها الشارع الثائر لأنها لاتواكب تطلعاته.
لهذا يتوجب على المجلس مواكبة التطورات من خلال مراجعة وتقييم ماسبق والعمل على تطعيم الدوائر بالنوع السياسي والإداري والاعلامي والاقتراب اكثر واكثر من الشارع الغاضب لترويضه حتى لايفقد انجازات تحققت تعود بالامور الى نقطة الصفر.