ناصر المشارع يكتب لـ(اليوم الثامن):

ألوية العمالقة جنوبية ولكن

قوات العمالقة قوات جنوبية جمعت كل التيارات السياسية والمجتمعية والدينية، والنسبة المطلقة من تلك القوات تنتمي الى التيار السلفي بمختلف تفرعاته، تتلقى أوامرها من عمليات التحالف العربي مباشرة ولا تدين بالولاء المطلق للمجلس الانتقالي الا في نقاط التقاء أوجدتها الحرب والعلاقة مع الامارات، قد تستمر وقد لا تستمر، وطالما وهي كذلك فلماذا كل هذا الضجيج لمجرد الحديث عن نقل وحدات عسكرية منها الى مأرب؟

القوات تأتمر بأمر التحالف وهو المسئول عن نقلها من عدمه وفق مايراه مناسب ضمن أستراتيجية الحرب ضد الجماعة الحوثية، ونحن مراراً وتكراراً نقول أننا الى جانب التحالف العربي وسنقاتل تحت رأيته أينما أراد . 
لذا في كل الاحوال صراخنا لايقدم ولا ياخر والأولى ان نهتم لقضايا تحتاج إلى مواقف جامعة من قبل الكل حتى لا تستفحل وتتعقد بشكل اكبر، قضايا الأمن والخدمات والرواتب وهي التي لا يختلف عليها اثنان.
وبخصوص ان اهتمامنا بنقل قوات العمالقة من منطقة شمالية الى شمالية اخرى، فأين المشكلة ومالفرق ؟ 
لكن لنفترض أن ذلك الضجيج مخطط له فلربما قد يكون الهدف هو التمهيد لتنفيذ الشق العسكري من إتفاق الرياض والذي يقضي بنقل الوحدات العسكرية من عدن إلى الخطوط الأمامية وإصرار الانتقالي على بقاء وحدات عسكرية للقيام بواجبها كون الوضع الأمني لازال معقد والقوات الامنية لايمكنها الأستغناء عن تلك القوات، حينها سيتم طرح فكرة إحلال قوات من العمالقة محل القوات التي ستغادر عدن وفق آلية الشق العسكري من إتفاق الرياض، وبهذا سيكون التحالف أوكل الامر الى قوات يثق بها وتأتمر بأوامره ، والشارع الجنوبي سيتقبل ذلك الاجراء أستشعارأً أن صوته كان مؤثر واستطاع ان يمنع نقل العمالقة الى مأرب وعلى هذا المنوال سنظل تحركنا الرياح شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حتى يحكم الله في أمراً كان مقضيا ويعي الشعب الجنوبي في الواقع الذي يعيشه وأدراك أن التحالف لايثق بأي قوة أكانت تتبع الشرعية أو الانتقالي، وتبقى ألوية العمالقة هي مخالبه في حرب اليمن، وغيرها قوى على الهامش تجمعه بها مصالح مرحلية الى أن يحين الوقت لإنتاج واقع أخر.
#ناصر_المشارع