عبدالله الصاصي يكتب:
ما يهمنا فك الارتباط ولا يهمنا من يحكم الشمال اليمني
يسعى الجنوبيون ومنذ الوهلة الأولى لثورتهم إلى مطلب وخيار لا يقبل القسمة على اثنين "استعادة الكرامة" وما دونها الموت وسط الميادين، وكرامتهم في استعادة دولتهم المغتصبة ولا تفسير لهذا المعنى في قاموسهم غير فك الارتباط معنى فريد لا توجد له مرادفات ليساومونا بها بحجج لا تهمنا، طلع علي نزل عبده، اكتوينا بنارهم ثلاث مرات ولا زلنا على العهد. شوطنا فوق احتمال الاحتمال فوق صبر الصبر لا للانخذال، نغتلي نبكي على من سقطوا أنما نمضي لإتمام المجال، هكذا نحن سيرنا يحذوه الأمل باستعادة الدولة الجنوبية، أما الشمال اليمني فقد عشنا معهم التجربة التي لن تتكرر، لما فيها من جور فاق ماكنا نتوقعه، إنسان مجرد التفكير في العودة إلى الورى فعزمنا للأمام سر، ولنا رب يسمع دعاءنا ولن يخيب رجاءنا وهو من سيعيننا لهول ما لاقينا من ويلات جرت على شعب الجنوب في ثلاثين عاما من عدو غاشم أمام شعب صابر اتخذ القرار اللازم في ثورة عفوية لا ترى أمامها إلا الخلاص من الظلم وتحرير الأرض، لم تنظر قط لمن يحكم الجارة العربية اليمنية شرعية إصلاحية شرعية مؤتمرية مسيرة قرآنية يمثلها أنصار الله الحوثيين حسب ما يدعون.
اليوم تشكل الجنوب وظهرت ملامحه جلية بفضل شعب همام يمثله مجلس رجاله من خير الأنام، ورئيس ضرغام لا يخشى المهمات العظام، طالما ومصلحة شعبه تقتضي أن يتحمل جور الآلام لإنقاذ شعبه وتحقيق أحلامه وطموحه بالسيطرة على أرضه ولقد أحسنت فيه الظن بكلمته التي قالها وعصبنا عليها (عهد الرجال للرجال) ومنذ ذلك الحين لم أره حاد عنها ولم يذكرنا بها في كل حين حتى تسربت عدواها فأصابت قلوب شعب الجنوب من صغيرهم إلى كبيرهم، وعلى هذا العهد بايعه على السمع والطاعة والسير الحثيث في طريق النضال، وهذا هو المكسب العظيم الالتحام والانسجام بين القاعدة الشعبية والقمة الرئاسية دائرة مكتملة لم تترك للمشعوذين والدجالين ثغرة تتسلل من خلالها طلاسمهم وهمهماتهم الخفية المشحونة بالدسائس ولا برقصات كهنتهم وعرابيدهم على النار وتشنجهم وهذيانهم على الشاشات بالوحدة وإلا الحوثي البديل، وبعد دحره النغمة الجديدة "عودة العثمانيين" هذا ما قالته الأساطير في كتب الشرعية الإصلاحية ،الترهيب والترغيب ولكثرة ترددها لم يعد لها قيمة ولا جدوى من سماعها.
الخلاصة: الجنوب دولة وقريبا سيحكمه رجاله، والشمال يتشظى يلتئم في دولة أو دويلات سنقيم علاقة ودية مع من تولى أمرهم .