ناصر المشارع يكتب:
لماذا من طرف واحد ؟
المبادرة السعودية من طرف واحد ربما قد يراه البعض تنازلا يضع المملكة في موقع الضعف وقد يستغل هذا الإعلان من قبل الحوثيين أعلاميا لأ قناع أنصارهم أن الضربات الموجهة للأراضي السعودية قد أتت اؤكلها وأجبرت الطرف الآخر على تقديم التنازلات.
لكن وبحسب اعتقادي أن المبادرة من طرف واحد تعتبر مؤشر مخيف يوحي بأن هناك أزمة انسانية قد تشهدها اليمن خلال الاشهر القادمة وإعلان الجانب السعودي عن ذلك قد يكون بمثابة خطوة أستباقية لأخلاء المسئولية أمام العالم، لأن المعطيات على الارض ومانشهده من تصعيد في جبهات القتال بالداخل اليمني والهجمات الحوثية على اراضي المملكة ومنشآتها يحتم على الطرف السعودي الرد بقوة بأعتبار الرد حقاً مكفولاً ومبرراً في كل الاعراف والقوانين الدولية .
لكن وبذكاء أستغلت المملكة ذلك التصعيد لصالحها لتوجيه رسالة اكثر من مهمة للامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الانساني أن التحالف وبرغم التصعيد الحاصل الا انه لازال يتعامل مع الأوضاع الإنسانية في اليمن بمسئولية عالية بعيدا عن حسابات الحرب، وبذلك ترمى الكرة في ملعب الجماعة الحوثية للالقاء عليها بمسئولية ماقد تؤول اليه الاوضاع في الداخل اليمني مستقبلاً إذ هي أصرت بعدم التعاطي إيجابيا مع المبادرة.
حينئذ سيكون العالم بوجهه الانساني والحقوقي في مواجهة مباشرة لها مابعدها مع الحوثيين وهذا ان حدث ربما قد يفضي الى ضغط دولي لتحييد ورقة الشعب في المحافظات الشمالية وكذا المؤسسات التي لاعلاقة لها بالحرب كالبنك تحت ادارة وإشراف الامم المتحدة أو الخيار الاخر وهو الاصطفاف الدولي ضد الانقلاب في حال عدم الإستجابة والتعاون فيما يراه العالم من ملفات يجب أن تكون بعيدة عن دائرة الصراع .