رحيم الخالدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

بين عليّ وعلي تاريخ حافل

التاريخ الإسلامي مر بفتراتٍ عصيبة على نسل النبي الأكرم (صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله) وإبتدأت تلك المعاداة منذ الرسالة، بعدما أوصى نبي الرحمة بالخلافة "لعلي بن أبي طالب" لإنهاء ذلك اللغط في غدير خم، فبايع كبار الصحابة والمشهورين، وأصبح لزاما عليهم الطاعة..

لكن الأمور سارت عكس ما أراد، مخالفة منهم ليذهبوا ويبايعوا في سقيفة بني ساعدة، وينهون سيادة بني هاشم، متوهمين انها ملك وليس رسالة، لأن البعض كانوا يعشقون الدنيا ولهوها، ولا يهمهم الإسلام ولا نشره.

عداء هؤلاء لآل البيت تم إستغلاله في إحداث فجوة كبيرة بين المسلمين، فما أن تكاد تنطفئ ناره، حتى يأتي من يضمر العداء لأهل البيت ويؤججه لكن بصورة أخرى، لتنطلي على من لا يفهمون ولم يقرأوا تاريخ بني أمية الحافل بالدماء، منذ إستشهاد الإمام الحسن ليومنا هذا، ليبدأ عصر المُلك خارج سياقات الرسالة المحمدية، والتي يعاني من نتائجها المسلمون، وبدأ الإنقسام ومخالفة التعاليم السماوية منذ يومها..

تعمل مملكة بني سعود على شق عصا المسلمين، بدين إخترعوه ليلائم مسارهم التخريبي، وضرب قلب الرسالة من خلال أحاديث مزورة ومتلاعب بها، وتعاليم ليست لها صلة بالإسلام، ليكفّروا المذاهب الإسلامية، ويشنوا الحروب تلو الحروب تساندهم قوى الإستكبار في ذلك الوقت، بريطانيا ومن يسير بمسارها، وقد كتب عنهم كثير من المفكرين، وبيّن الزيف والكذب والإفتراء بتلك الفتاوي التكفيرية، ومقارنتها بالسياسة المنتهجة من قبل الدول المعادية .

بعد سقوط نظام البعث، أصبح من السهل فتح قنوات شيعية، لنشر التعاليم الأصيلة للرسالة بعد تغييبها من النظام المقبور.. لكن مملكة الشر فتحت قنوات لتكون بالضد منها، فتسير بمنهج عبد الوهاب، ليعتلي منبرها،"العرعور" وامثاله من المعروفين بإنحرافاتهم، فتستضيف كل المعادين لمنهج أهل البيت، وهذا إن دل، إنما يدل على المنهج الذي تسير عليه المملكة، بعدائها المستمر لأهل البيت .

خلافة علي بن أبي طالب ما إن بدأت حتى جُيّشَتْ الجيوش لقتاله من قبل المخالفين لمنهج الرسالة، رغم أن من سبقوه بالخلافة لم يُوجه أحد عليهم بكلمة، وهذا يدل على نفس منهجهم المعادي للرسالة المحمدية، حتى قضى شهيداً في محرابه، فلم يسلم منهم في حياته كما بعد إستشهاده، فكان يسب على المنبر لخمس وثمانين عاما، حتى جاء عمر بن عبد العزيز لتنتهي هذه .

العراق دائما كان ساحة الصراع، ومنذ خلافة علي بن أبي طالب وليومنا الحاضر، كون بغداد كانت قبلة العلم، وهذا لا يروق لهم، وما الحروب التي أكلت شباب العراق الا شاهد على العداء لأهل البيت، وفي القرن الماضي تم إدخال العراق بحرب مع الجارة إيران لثمان سنوات، أنهكت الدولتين بواسطة أرعن العوجة، الذي لم يأخذ الدرس ليدخل بحرب مع الكويت ويُكمل خراب العراق ،

التكفير الذي ينتهجه بني سعود في المملكة زاد عن حده، فأنتجت لنا مجاميع تكفيرية مثل القاعدة وغيرها، وآخر هذه المجاميع "داعش" التي سَهّلَتْ لها القوات الأمريكية بصفقة خاسرة، ليحتل مدن تم تعبئة عقولها بخرافات عبد الوهاب، ويتم تهديد بغداد ومحافظات الجنوب، لولا الفتوى العلوية التي أنهت الأسطورة، التي تعول عليها المملكة العربية السعودية، تريد إعادة الخلافة الوهابية وتجعل بغداد ساحة الصراع .

هب المجاهدون لتلبية تلك الفتوى، لتحرير العراق بتوقيت أعجازي، مع حجم التواجد لتلك المجاميع، دفع العراقيون الجنوبيون ثمن تلك الإنتصارات دماء لا يمكن تعويضها، ونعيش اليوم التنكر لتلك الدماء! من قبل من رضي لنفسه أن يكون ذليلا، بيد من صنع تلك المجاميع البائسة، والتي جمعوها من كل دول العالم، لكن معركة الأعداء بعد النصر لم تنتهي، لذا إستطاعوا وبواسطة الإعلام الممنهج بغسل أدمغة الشباب الطائش الأمي، الذي لا يفهم معنى المؤامرات ويصدق بالإعلام المزيف .

محاولة معاقبة المرجعية، التي قضت على داعش إبتدأت شيئاً فشيئا، ولو تم دفعها دفعة واحدةً لكُشِفَتْ، لكنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف، حيث بدأ الهجوم على المراجع، وبعدها وكلائهم بدرجات خفيفة، وينسبون لهم ما ليس فيهم، ويحسبون عليهم أشخاص عُرف عنهم الشذوذ، وعدم الإنتماء الحقيقي بغرض تشويه المذهب من خلال اؤلئك، ووصلت بهم الى السباب والشتائم، كون الإنتصار على داعش كلفهم كثيراً، وهذا أبسط شيء مما يخبئه أعداء الدين الاسلامي .