محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):

القائد أبو الخطاب الحوشبي سيد رجال الله في هذا الوطن

سيظل علماً مشهوراً ذائع الصيت يعرفه كل ابناء الوطن ويحفظون أسمه ويرددونه مدى الحياة كما الكثير من أبناء هذه العائلة الكريمة الشريفة الأصل والنبيلة النسب والعميقة الجذور والعظيمة العطاء والصادقة الولاء والوارفة الظلال، العائلة التي يتنافس أبناؤها في التضحية والفداء وفي البذل والعطاء وفي المقاومة والنضال وفي العلم والثقافة والقيادة وفي الورع والزهد والإستقامة.

فقد كان في الظل رابضاً وفي الخفاء متربصاً وفي الليل عاملاً، لا تعنيه الأضواء ولا تشغله الشهرة فكان مغموراً إلا من أهل بلدته وغير معروفاً إلا في محيطه، انه أحد أقدم جنرالات الصبر انه الأسد الهصور والجبل الشامخ الشيخ والقائد والرمز العلم "محمد علي احمد مانع الفجاري الحوشبي" حفظه الله ورعاه.

أثبت هذا القائد الإستثنائي في كل مراحل الثورة أنه علم الأعلام وبطل الأبطال وسيد الرجال وفارس الفرسان وأحد كبار قادة المقاومة الجنوبية ورجالها الأشداء في الميدان، يعمل بصمت ويخطط بهدوء وينفذ بيد القدر، وقد تفاجأ الأعداء قبل الأصدقاء بعلو قدره وسمو مكانته ورفعة شأنه ورمزيته بين أبناء بلده وقيمته في قومه.

إنه سيد رجال الله في هذا الوطن، شخصية ذو هيبة وقوة ونخوة ومهابة وعزة وكرامة، رجلاً شجاعاً، وجبلاً أشماً، وأسداً هصوراً، وفارساً جسوراً، ومقاتلاً مغوراً، ومقاوماً جباراً، وقائداً حراً، ومسلماً أصيلاً، وعربياً غيوراً، يحبه الناس وتعشقه الثرى والثريا، ويهابه الخصوم، ويخافه الأعداء، ويستظل تحت سيفه المقاومون، ويأمن في كنفه المقاتلون، ويلجأ إليه المنحازون، فقد كان في المقاومة سابقهم، وفي مقدمتها وأولهم، يحمل البندقية مثلهم، ويخطط للمقاومة معهم، إنه رجل دونه الجبال تخر، وأمام قدميه المجد يركع، فقد سكنت قلبه المقاومة، وعمرت جنانه التضحيات، فاستحق هذه المكانة بجدارة، ووصل إلى ذرى سنامها بالجهاد، فنالها بعزة منتصب القامة، مرفوع الرأس، شامخ الجبين، مختالاً بين الأبطال، مزهواً بين الشهداء الأحياء.

ما كان القائد محمد علي الحوشبي"أبو خطاب" حزبياً ولا قيدته الأطر التنظيمية والولاءات السياسية وما عمل لحزبه وتخلى عن غيره، وما امتنع عن تدريب وتأهيل من طلب أو تمويل وتسليح من رغب، بل كان مقاوماً بحجم الوطن، يعمل للجنوب ومن أجلها، فكان معسكر ذخائر المقاومة وأكاديمية الثورة ومحط آمال رجالها ومستودع أسرارها، يلجأ إليه المقاومون من كل القوى ويطمئن إليه النشطاء من كل الإتجاهات، وأثبت لهم أن الوطن للجميع وأن المقاومة تتسع للكل، وسوح الجهاد وميادين القتال رحبة، تنادي كل القادرين على حمل السلاح والمقاومة.

لم يقعد "أبو خطاب" عن المقاومة شيء ولم تثبط عزيمته الصعاب ولم توهن قوته التحديات فقد أصيب مرات عديدة، وجرح في معارك كثيرة وهو يواجه المليشيات الحوثية الإجرامية واستشهد شقيقه المغفور له بإذن الله تعالى القائد البطل "عبد الصفي علي الحوشبي"، وضيق عليه اثناء الحرب لكن ظهره لم ينكسر وقامته لم تنحن وصوته لم يخفت واندفاعه لم يتراجع وعزيمته رغم مر السنين لم تفتر، بل بقي فارساً يمتطي صهوة جواده، يرفع الرآية ويحمل اللواء، ويكز على أسنانه بعناد ويوكز جواده باستعجال وبعينين كعيني الصقر يتطلع إلى ساحات الوطن وميادينه كلها، يشير إليها بنفسه ويوصي بها الأجيال من بعده، تلك هي بلاده التي يؤمن بها وطناً محرراً كاملاً لا يشارك شعبه فيها أحد.

لم يهزم "أبو الخطاب" ولم تسكن ثورته الجامحة ولم يترجل من على صهوة جواده، فقد هزم بكبريائه أعداء الوطن، وفضح بصبره ممارسات العملاء والخائنين وكشف بثبات عدوان المتربصين وكسر بتضحياته جبروت المستكبرين، بقي ابن الحاج علي احمد مانع طوداً شامخاًً ورمز كبيراً ذو قامة عالية لم يذل او ينكسر، يبقى صابراً محتسباً، ثابتاً صلباً، لا تلين له قناة ولا تضعف عنده عركية، وقضى نيفاً عنها في سوح المقاومة والجهاد مدرباً ومنسقاً وقائداً ومخططاً وموجهاً ومقاتلاً وراعياً ومراقباً، أدمى خلالها عيون العدو وأوجعهم وأذاقهم الويلات ومرارة العلقم ومر الأسى وجزع الفقد وألم الجرح وعاهة الإصابة، نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا القائد الجنوبي الفذ الهمام من كل سوء وان يحميه من كل شر وأن يديمه عزاً وذخراً وفخراً للبلاد والعباد، اللهم آمييين يا رب العالمين.