صلاح مبارك يكتب لـ(اليوم الثامن):

يوم التوافق الحضرمي

عانقت حضرموت في مثل هذا اليوم من عام 201‪7م، حدث تاريخي كبير واستثنائي مشهود، جاء بعد عام من تحرير مناطق الساحل الحضرمي من رجس الإرهاب الذي لا يمت  لحضرموت بصلة .. وأتي هذا الحدث العظيم ليثبت بأن  حضرموت بلد السلام والتوافق، وأن خصوصيتها المحتفظة بها لا يصدر إلا الخير والطمأنينة، كما أن هذه الخصوصية أيضًا محفزة على الاستمرار في العطاء والرغبة في التعايش، بقوة ومتانة التلاحم والترابط المبني على قواعد صلبة من الثقة والتسامح مما يثمر على نتائج مضمونة تسهم في البناء والنهوض وخصوصا في تحسين المعيشة والخدمات وتجاوز المحن والويلات والأزمات والمواقف الصعبة.. 
لقد توافق الأطراف مجتمعة من أجل حضرموت واستعادة حقوقها كاملة ونفض عنها غبار التهميش والاهمال وأن تكون قاطرة لمشروعها المستحق الذي يمكن أبنائها من إدارة شؤونها السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعسكرية والأمنية وهذا الحق سيتجدد ولا مناص من تحقيقه وقوة ذلك تعاضد الجميع وعزمهم على التمسك  بارادتهم الحرة المستقلة التي تعاهدوا عليها..
صحيح ثمة قضايا شغلت العامة عن الهدف العام ، فالمنغصات والمشاكل وانعكاسات الحرب وتأثيرها لا تهدأ ولم تتوقف ، وحضرموت ليست بعيدة عما يحدث من حولها إلا ان النأي بها عن المزلقات الخطيرة ومدارة اوجاعها بجهود ذاتية تعد سمة قواسم إيجابية  يحتسب لقياداتها ولوعي ابنائها،
وعلى الرغم من ذلك يتوجب حضور ومؤازرة الدولة واستدعاء اجهزتها للقيام بواجباتها وأعطاء حضرموت ما تستحقه من حقوق والإيفاء بمتطلبات الاستقرار الخدمي والأمني. 
لقد اجتمع الحضارم من كل أطياف المجتمع ومكوناته وشرائحه وقواه في مشهد بالغ الدلالة وفي أسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، لترتيب بيتهم الداخلي وتوافقوا على وثيقة ومخرجات واضحة البنود والمفردات لترسم خطوط عريضة للحاضر وكذا المستقبل المنشود وفي المقدمة من ذلك المطالبة بإعلان حضرموت إقليما مستقلا بذاته وفق جغرافيتها المعروفة، وأن يكون له التمثيل في أي استحقاق مقبل، وفقا لمعايير المساحة وعدد السكان والإسهام في الميزانية الاتحادية والبعد التاريخي والثقافي والإجتماعي.. وحضرموت تستحق ذلك - وأكثر - فهي تمتلك مقومات كثيرة من مساحة وثروة متنوعة ، وموقع جغرافي استراتيجي يمتد على شريط ساحلي طويل يقع عليه عدة موانئ بحرية، فضلاً عن وجود منفذ الوديعة البري الذي يربطها بالشقيقة الكبري السعودية. وغيرها.. 
وإذ يأتي يوم التوافق الحضرمي هذا اليوم الحافل بالدلالات والمعاني التاريخية ، ليجدد العزائم على المضي قدما متانة واصطفافا وبمزيد من الصبر والثبات نحو الوصول إلى الاستحقاقات والأهداف الموحدة ، والحفاظ على المنجز العظيم والتجربة الرائدة لمؤتمر حضرموت الجامع وعلى كل ما تحقق من إنجاز كونها ضمانا للأمن واستتباب السلم، ومانعا لمظاهر الاضطراب وعدم الاستقرار.