يحيى التليدي يكتب:

قوة الأفكار وسرعة الإنجاز.. نموذج محمد بن سلمان

تابع السعوديون اللقاء التلفزيوني لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

الذي تزامن مع الذكرى الخامسة لإطلاق رؤية السعودية 2030، بفخر كبير وثقة لا حدود لها بقيادتهم السياسية، لإيمانهم بأنها رغم كل التحديات وحملات الاستهداف استطاعت في فترة قصيرة تحويل السعودية إلى ما يشبه ورشة إصلاح وبناء ضخمة لا تتوقف ولا تتباطأ باتجاه مستقبل السعودية المتجددة.

يمكن لأي متابع أن يكتشف التغييرات المذهلة التي حدثت في السعودية في آخر خمس سنوات من مكافحة الفساد، وتمكين المرأة بمشاريع عملاقة، وصولاً إلى إعادة تعريف للكسب وحياة الرفاه، والاهتمام بالثقافة والفن، والعودة بمجتمع تغيّب عن أسلوب حياة عصرية لعقود كانت استثناء لا يعكس الصورة التي يجب أن تكون عليها السعودية الجديدة، التي أصبحت أمجادها اليوم في سنواتٍ معدودة تُعد ولا تحصى، وتتوالى في تأثيرها ونتائجها.

عندما نبحث اليوم في الأرقام والإحصائيات والمؤشرات الدولية عن ملفات مثل: تمكين المرأة، وتنويع الاقتصاد، والقوة السياسية والاقتصادية، وتطوير المجتمع، وقطاعات الصحة والتعليم والخدمات، نكتشف الفرق بين الأمس القريب واليوم.

السمة الأبرز لطريقة عمل ولي العهد السعودي هي التفكير العميق في التخطيط ووضع كل القدرات والإمكانيات المطلوبة، لتحويله إلى مخطط تنفيذي له ميزانية محددة ورؤية متكاملة وقابلية عالية للنجاح. والمتتبع لتصريحاته يعرف جيداً أنه لا يقول شيئاً إلا وهو يعنيه تماماً، وأن تصريحه حول أي قضية أو أزمة يعني أن لديه خطة كاملة، وأنه سيطبقها بمجرد ما يستكمل اشتراطاتها، ينطبق هذا على السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع.

كل من تابع هذا اللقاء انبهر بحجم المعرفة لدى الأمير محمد بن سلمان، والمعلومات والفهم العميق للقضايا الوطنية الشائكة، والشأن الدولي وقضاياه المختلفة. الأرقام التي أعلنها فاقت أحلام كثير من السعوديين أنفسهم، فضلاً عن المراقبين في الخارج. لقد بدأ السعوديون يعتادون على رتم سريع في التخطيط والعمل والتنفيذ والإنجاز، وأصبحوا يحاولون ضبط ساعاتهم على ساعة ولي عهدهم الذي فاق جميع أحلامهم وطموحاتهم.

تمتلك الأفكار قوة خارقة في صناعة المستقبل والتحكم به، ورؤية ولي العهد السعودي تمثل نموذجاً مهماً للفكرة الناجحة، وبلا شك أن الدولة التي تركز على الأفكار القوية الطموحة، وسرعة الإنجاز، وتستفيد من كل مواردها وإمكاناتها لتصنع الفارق، وتتخفف من أعباء الماضي وتصحح الأخطاء؛ تستطيع الانطلاق في مسارات حضارية جديدة وآفاق مستقبلية بلا حدود، والنموذج الذي بناه الأمير محمد بن سلمان داخل السعودية وخارجها يثبت أن له من ذلك أوفر الحظ والنصيب.